بعض المواطنين الكثيرين بالملايين فى مصر يتصورون أن ظاهرة انقطاع الكهرباء أمر مظلم، لكنهم لايرون الجانب المضىء فى «الظلام» الكهربى لحكومة الدكتور قنديل، ونظام الدكتور مرسى، وبرنامج النهضة لجماعة الإخوان، وهو برنامج علمى معملى عميق، يتوازى دائريا مع مربعات الحياة فى مصر القادمة. وقد أعلن بعض أعضاء النظام أن انقطاع الكهرباء من شأنه أن يذكر الناس بظلام القبر بعد الموت، وهم بالطبع لا يقصدون أن يقولوا للناس بأنهم جعلوا حياة الناس قبرا، وإنما ربما يريدون نقل الناس إلى الحياة الآخرة بسرعة ومن دون ألم أو تعب، وباستخدام أحدث طرق تكنولوجيا قطع الكهرباء بدون ألم.
ومن لم تسعفه قدراته العقلية على تفهم الحكمة العلمية لانقطاع الكهرباء وميزات الظلام، أن يعرف أننا بالفعل أمام حكومة كهرومغناطيسية تتفاعل مع الأحداث بشكل كيميائى فيزيائى، حكومة عملية معملية كيمائية فيزيائية نسبية تمتلك قدرات مختلفة عن باقى الحكومات والأنظمة المعروفة فى العالم الحديث أو العصر الوسيط. وبفضل تعمقاتها العميقة فقد توصلت إلى قلب المفاهيم العلمية، وفوائد الظلام، وميزات قطع الكهرباء، تمهيدا لنقل الإنسان من الحالة النهارية إلى الحالة الليلية، مع منحه قدرات تدريبية على العيش فى الظلام، وهى نقلة لو اكتملت سوف تقلب مفاهيم العالم، وتبدأ عصر الإنسان الظلامى الليلى الذى يمشى، ويمارس حياته تحت جنح الظلام. مثلما تفعل الحشرات والهوام والكائنات البدائية.
وقد يتصور أقلية من ملايين المواطنين من أغلبية الشعب المصرى أن انقطاع الكهرباء يضر بمصالحهم وصحتهم ويفسد حياتهم ويدمر أجهزتهم الكهربية، لكن الحقيقة غير ذلك، وعلى كل من يتعامل مع الوضع الحالى أن يعلم أننا بالفعل أمام نظام سياسى وحكومة ليست مثل الحكومات، يقدمون للبلد مشروعا للنهضة يصرون عليه ويؤكدون أنه صالح لكل زمان ومكان. وأن قطع الكهرباء هو جزء من مشروع النهضة يهدف إلى تحويل المواطن إلى نبات، يعمل بالطاقة الشمسية. يختزن الطاقة الشمسية نهارا، ويضىء بها ليلا وبهذا يتم توفير الطاقة بنسبة تتجاوز النصف.
وطبعا كل هذه النظريات العلمية التى تكونت فى معامل المقطم، بفضل نظريات الدكتور هشام والدكتور محمد والدكتور بديع والشاطر، لا تصل عليها العقول العادية للمواطنين، ومعروف أن المواطن العادى لا يفهم مثل الحكومة، ولا يعرف الحقيقة وراء هذا المشروع الكهروضوئى الضخم الذى يضعنا ضمن الأمم التى «تنور لوحدها».
وعليه ومن تحته وفوقه فإن ما يراه المواطنون عيوبا أو نقصا فى السلع وارتفاعا فى الأسعار إنما يدخل ضمن منظومة إعادة هيكلة المواطن كهربيا وعلميا، بحيث يتوافق ويتكيف مع النظام الجديد «ثلاثة فاز» الذى تجهزه له دولة الرئيس وحكومة الدكتور، وتنقلنا من الدار الأولى إلى الآخرة بدون معلم.
وفى حالة استمرار مواطنين على قيد الحياة فى ظل سياسات حكومة هشام الكهربائية، فسوف يستمتعون بنتائج النهضة الكهرومغناطيسية الحديثة، التى تنسف كافة النظريات العلمية المطلقة والنسبية، وتدخلنا على العصر الحديث راكبين «جمل».