والله العظيم العبدلله كاتب هذه السطور سمع بأذنيه.. وشاهد بعينى رأسه حاجتين مهمتين جداً.. قبل ما ندخل فى الموضوع هما: جملة.. «طفى النور».. أثناء وبعد نكسة 67.. وتلوين زجاج البيوت وفوانيس السيارات باللون الأزرق حتى لا تشاهد طائرات العدو الأضواء!
يعنى فى وقت نكسة كسرت حاجات كتير قالوا: «طفى النور».. ماكنش قاطع ولا مقطوع.. والزجاج باللون الأزرق علشان اللى عنده عيل بيذاكر، ولا الدنيا حر وربنا رزقه بحتة مروحة ولا ثلاجة أيديال من صناعات مصر فى الستينيات يقدر يعيش رغم النكسة!
الآن ورغم الثورة.. النور مقطوع والدولار مرفوع.. والجنيه مضلوع.. والمواطن قلبه مخلوع من الخوف!
طيب ليه.. هى الثورة معناها أعداء ضربوا مصر؟!، ما أظنش، ولا.. لازم نفضل منكوبى نكسة أو ثورة؟!
ببساطة شديدة.. وأقسم بكل الأيمانات وأعظمها ما كتبت إنصافا لمعارضة، ولا تقليلاً من دولة، إنما لمجرد المطالبة بحق المواطن سواء اللى زى حالتنا.. أو الشباب، أو حتى النشء.
سيادة الدولة تتحدثون كثيراً عن كل حاجة حلوة.. بل وضعتم ضرائب على دخل الموظفين.. فأين حقنا؟!
الكهرباء حق.. والماء حق.. إذا قدمت الدولة الخدمة يدفع المواطن، لا يتلقى كلمة اعتذار، ولا إعلانات مصروف عليها من الفلوس 100 قنطار.. لأن الحكاية ببساطة تحتاج لتنوير.. حتى لو قالوا.. إنه تدويل.. بس المرة دى تدويل يعنى نعمل زى الدول اللى بحق.. وحقيق.. ها أقول لحضراتكم إزاى؟!
أولاً إذا انقطع التيار، فلا يجب أن ندفع بصيغة الجمع «ندفع» الفواتير.. قليلة المبالغ أو كثيرة، ولا يمكن أن يقال لنا: الكهرباء بتحصل قيمة الاستهلاك!
عارفين ليه، لأن الأصل أن تكون الكهرباء موجودة 24 ساعة.
على فكرة فى بلاد أخرى إذا تعطلت الثلاجة، تأتى الشركة لتعوضك عما فيها من منتجات ويتم تغييرها فوراً، ومافيش جملة «البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل»!
الأصل فى دفع الضرائب أن نتلقى الخدمات.. علشان كده بيدفعوا فى بلاد برة.. عارفين حضرات القراء الغلابة اللى شبهنا.. والله العظيم ولا فيه مستشفى بفلوس، ولا مدارس خاصة إلا «للأكنبى» والعياذ بالله!
أما حكاية سيادة الدولة، اللى كل يوم تقول «الصبر يا ناس» فده كلام مش منطقى.. يذكرنا بنكتة: ناقص رئيس الوزراء يقول أنا ها أسافر أشتغل بره علشان أصرف عليكم؟!، وإلا يعنى إيه المواطن يدفع ولا يأخذ شيئا بفلوسه.. طيب بذمتك سيادة الدولة تقبلى الفلوس على عينك وعافيتك؟!
على فكرة قريبًا وحتى لا أسرق والعياذ بالله جهد الشباب ستجدين سيادة الدولة جماعة شابة ستطلق حملة «مش دافعين».. وسيقوم هؤلاء الشباب بتوعية الناس بحقوقها.. مش ناموا جمب بعض والبسوا قطنيات كفاية حركات!
سيادة الدولة الحملة دى «مش دافعين» نموذجية وتوعوية وعليك أن تفكرى فى الحداثة وتواجهى مصيرك.. اللى ما يعرفش يبعد.. يعنى أى وزير.. أو مدير.. أو غفير.. ما يعرفش.. أو معرفش أساسًا يتفضل ينضم لحملة «مش دافعين».. بدل ما هو مش عارف وعمال على بطال بيقول كلام.. والله عيب بعد الثورة، اللى هى مش نكسة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سيف الحق
"مش دافعين " قرار ذاتي لكل أسرة بدون توجيه من أحد