خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الجهاد فى سبيل الله.. قراءة فى نموذج الدكتور ناجح إبراهيم

السبت، 25 مايو 2013 09:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


أنت تعرف الدكتور ناجح إبراهيم حين كان الرجل يخطط لقلب نظام الحكم «باسم الإسلام»، ويعلن تكفير الرئيس الراحل أنور السادات «باسم الإسلام» ويقتحم بالأسلحة الآلية مديرية أمن أسيوط ضمن أكبر مذبحة لرجال الشرطة عام 1981 «باسم الإسلام».. أيضا كان الدكتور ناجح ورفاقه يعتبرون أن الجهاد لإعلاء راية هذا الدين هو بتكسير عظام الدولة وقتل رجال الشرطة وتحطيم مؤسسات النظام، لكن الرجل الذى آمن آنذاك بأن الدم هو السبيل الوحيد لنصرة هذا الدين هو نفسه ذلك الرجل الذى شارك فى تحرير سلسلة المراجعات الفكرية التى أطلقتها الجماعات الإسلامية من داخل السجن بعد منتصف التسعينيات، هو نفسه الذى تأمل دين الله وسنة نبيه ليدرك أن الكلمة أقوى من المدفع، وأن الدعوة أبقى من الحروب المسلحة، وأن قتل الأبرياء لا يجعل كلمة الله هى العليا، لكن كلمة الله تعصف بهؤلاء الذين يسفكون الدم الحرام فى الدنيا وفى الآخرة.

أنت الآن تعرف الدكتور ناجح إبراهيم مصلحا مخلصا لمراجعاته الفكرية، يبرهن قولا وفعلا أن هذه المراجعات لم تكن ضمن صفقة بين الأمن والجماعة لإطلاق سراح شباب هذا التنظيم الذين قضوا نصف أعمارهم فى سجون مبارك، أنت الآن تعرف أن هذه المراجعات لم تكن عملا عبثيا، ولم تكن قربانا لجهاز أمن الدولة، وأنت الآن تقرأ ما يكتبه الدكتور ناجح لتعرف كيف يمكن أن يتغير قلب الداعية حين يبحر فى قراءة الإسلام، حين يخشع قلبه لكلمات الهدى من أعظم خلق الله أجمعين «لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمُر النعم».

الغاية هى هداية الناس، هكذا قال النبى، وهكذا أطاع قلب الدكتور ناجح فتغيرت روحه وتبدلت ملامحه، من صورة الرجل المسلح قاتل الأبرياء، إلى المصلح الوطنى الإسلامى الذى يستخدم هذا الدين للمساهمة فى بناء الوطن أولا، وفى الدعوة إلى وحدة هذا البلد، وإلى رفض التمييز الجاهل بين المسلمين على أساس اللحية أو حتى بمقدار الطاعات.. صار ناجح إبراهيم يؤمن من أعماقه بكلمة الله «وكلهم آتيه يوم القيامة فردا»، فالله لن يحاسبك حسب الانتماء التنظيمى، ولا حسب قواعد الالتزام بسياسات الجماعة، ولا بحجم الكراهية التى وزعتها على الناس فى سبيل الجماعة، ولا بالغلظة التى استخدمتها ضد إخوانك من المسلمين ومن أبناء وطنك لأنهم يخالفونك الرأى، أو يتصورون سياسات بناء للمستقبل غير تلك التى تؤمن بها أنت، أو التى تفرضها عليك قيادات جماعات دون أن تملك أنت من أمرك إلا السمع والطاعة.

الدكتور ناجح إبراهيم نموذج يدعو للفرح بأن أصحاب الأفكار السياسية الإسلامية يمكن أن يكونوا شركاء حقيقيين فى بناء الوطن بلا منازعات فكرية أو حروب تكفير وتخوين لأنهم يؤمنون برسالة الدعوة المحمدية، يؤمنون بالإسلام فى نسخته الأصلية كما نزلت على قلب النبى، لا كما ابتكرها أصحاب المصالح السياسية أو الأفكار المبتورة والقراءات المبتسرة وأنصار الاستعلاء الأجوف بالطاعات.

أنا أحب الدكتور ناجح إبراهيم، وأعتبره نموذجا لمفكر وطنى إسلامى يفهم الآخر ويحرص على بناء هذا البلد، ولا أتعجب أبدا أن الرجل بعيد عن المشهد السياسى والحزبى بين الفصائل الإسلامية الآن، لأن فهمه للدين وخطابه الفكرى لا يلائم هؤلاء الذين يريدون تقسيم مصر إلى كفر وإسلام، وإلى معركة متوهمة بين الحق والضلال.

ولو أننى أملك حق النصح لأحد لنصحت قيادات الأحزاب الدينية الآن، ونصحت مكتب إرشاد الجماعة، ونصحت الشيخ حازم أبوإسماعيل، أن يقرأ ما يكتبه ناجح.
«لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا»






موضوعات متعلقة:

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": سؤال للرئيس مرسى.. هل ترسانات الصواريخ والمدافع والألغام الأرضية فى سيناء موجهة ضد إسرائيل.. أم تستعد لضرب جيش مصر فى الداخل «أولا وأخيرا»؟

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حل «عقدة النكاح» بين الأمن والدولة

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": مبروك للرجالة.. العسكرى اللى فى الجيش والعسكرى اللى فى الأمن المركزى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة