نحن فى خطر.. وأنت الحل

نحن فى خطر وجودى، فقد وصل الحال فى هذه البلد الطيبة إلى أن من أكثر العبارات ترديدا على مدار العام الماضى كانت، "هى البلد دى رايحة على فين؟"، وعبارة، "إيه الحل للى إحنا فيه؟"، الانقسام سيد الموقف، (استقل أية وسيلة مواصلات عامة وسترى حالة غليان حقيقية)، مقومات الدولة ومؤسساتها محل جدل وشك، الخدمات الأساسية شبه منهارة، والاقتصاد.. "بص على السعر الرسمى للدولار وأنت تعرف كل حاجة".. كثيرون يعتقدون أن الحل عند الجيش، أو القضاء أو حملة "تمرد"، وكثيرون يرونه فى حمدين أو البرادعى أو موسى، أو أبو الفتوح، أو حزب النور، فى 6 إبريل أو البلاك بلوك.

"احنا بتوع حزب الكنبة وبتوع التوعية، شايفين من البداية إن الحل فيك انت.. والرهان كمان عليك انت.. أيوه انت"، (السكان الأصليون لمصر: الشاب الجدع، البنت اللى بميت راجل، الشيخ الحكيم، صاحب الخبرة الإعلامى الشجاع، المزارع والعامل المثابر، أصحاب المشروعات الصغيرة)، الحل إنك تبقى "جزء من المعادلة" ويوضع رأيك فى الحسبان بعد أن أهدرته الصفقات والتلاعب فى الانتخابات وأعمال القضاء، الوعود الكاذبة، الحل إنك تفكر فى مخرج، وتتحاور مع من حولك، وتحكم عقلك وضميرك، وتروج لأفكارك بعد بلورتها وتنشرها.

كثيرون منا ساهموا فى التنوير من أجل التغيير، وساعدوا فى التخطيط للثورة، وكانوا فى الصفوف الأمامية لها دون أن يضعوا فى حساباتهم الثمن الذى قد يدفعوه إذا فشل هذا التحرك أو أثمر فى النهاية عن 50 متظاهرا، كما كان يحدث طيلة سنوات، تحاورنا مع كل الأطراف والبدائل السياسية وأنصتنا لنبض الشارع وساهمنا فى التوعية، لم نركض نحو منصة أو منصب، لم نبخل بصبر أو بمعلومة أو اقتراح، أو مساعدة، ولم تنقصنا شجاعة المواجهة، لقد تهاوت الأحلام وظهرت توجهات الحكام الجدد على حقيقتها.

مبادرتنا تسعى لتنشيط الناس "اللى شبهنا"، الوسطيين، الذين لا يطمعون فى مناصب، ولا يقبلون أن يتم شرائهم بأى ثمن، يرفضون إساءة استخدام الدين ويرفضون الإساءة للدين، ويريدون لهذه البلد ولمواطنيها أن ينالوا ما يستحقوه من حياة كريمة، ومن تطبيق لمبادئ الثورة، نناشد كل ذى عقل ألا يدخلنا فى معارك جانبية، كل من يريد التحاور معنا فى كيفية إخراجنا من هذا الشلل وهذا الفشل وهذه الفاشية وهذه الإساءة للوطن وللدين.. أهلا وسهلا به دون إقصاء، وكل من يريد أن يعمل معنا على إنجاح التجهيز والتحضير ليوم 30 يونيو أهلا وسهلا به.. دون إقصاء ورفض مسبق، مصر هى كل الناس غير المسيسة وكل التنظيمات والتيارات السياسية، والمتطرفون الفاشيون يعتمدون على تكاسلنا أو تواكلنا أو انشغالنا فى معارك جانبية، تضافر الجهود مسئولية جماعية، وعلى كل الأطراف الرافضة لحالة الشلل والكذب الإخوانى، أن تلتقى على المشترك لا أن تركز على النقاط الخلافية.

لن يتحقق النجاح إلا إذا تحركت أنت وبذلت بعض الجهد للعيش بكرامة.. على أن يتوجه هذا الجهد فى الاتجاه الصحيح، وألا يرفض من يسعى للوقوف بجانبه لتحقيق هذا الهدف.

(الخلاصة): نسعى لنفض حالة الكسل والشلل والإحباط بعصف ذهنى لبلورة الأفكار والتحركات استعدادا لـ30 يونيو بجولة تنشيطية نتحاور فيها مع كل الأطراف وجها لوجه حول "ما نريد" وكيفيه تحقيقه.

ونؤكد فى الوقت نفسه أنه لا تحاور أو تعاون إلا مع الإخوان طالما أنهم يؤكدون كل لحظة أنهم ينفذون سياسات أمريكا فى زيادة الأسعار، وخفض سعر الجنيه والخصصة.. وطالما بقوا يتجاهلون مطالب الشارع، ولم يفوا بما وعودونا به واتضح أنه شيكات بدون رصيد، وطالما ظلت فلسفتهم فى حكم مصر هى باختصار: "طوز فى مصر واللى فى مصر"، وعلى الجميع أن يلتفت للتجربة السودانية، فبعد أن تمسك البعض بمقاعدهم حتى لو كان الثمن هو التقسيم، تحقق التقسيم بالفعل وبقى المواطن يعانى على كلا الجانبين فى الشطر الشمالى والجنوبى على حد السواء.

لسه مستنى أقولك الحل ونعمل إيه؟، ما أنا قلت فى بداية هذه السطور، انزل، احشد، شارك، ودافع عن حقوقك، وافرض مطالبك، وأرفض استكمال اللعبة المدمرة، واجعل نفسك صاحب قرار.. (إنت الحل).