فى زمن الانحدار والاضمحلال والتدهور تظهر الفتاوى «الخيبانة» و«الشاذة» التى لن تقدم ولن تؤخر شيئا اللهم إلهاء المواطن عن قضايا وطنه وعن الظلم الذى يتعرض له ودائما ما يشجع كل نظام ديكتاتورى مثل هذه الفتاوى بل ويطالب حاشيته بضرورة أن يتصدر أصحاب الفتاوى المشهد الدينى وإبرازهم لأنهم يقدمون خدمة جليلة للسطان الجائر وهو ما كان يفعله الرئيس المخلوع مبارك ولذا ظهر فى عهده عشرات الفتاوى الدينية التى تفرق ولا تجمع وتصنع ضجيجا دون طحين، وفى عصر حكم الإخوان لم يتغير شىء بل زادت الفتاوى الأكثر شذوذا فى مجتمع إسلامى وسطى حيث خرجت علينا فتاوى تكفيرية تحرض على قتل وذبح المسلم للمسلم بالإضافه إلى نفى الآخر من أقباط مصر والتحريض على محاربتهم وهى فتاوى تخلق أجواء من العداء والكراهية بين أبناء الشعب وتشعل فتنة طائفية، تأكل الأخضر واليابس.
وفى زمن حكم الإخوان خرجت أغرب فتاوى عن استئصال أنجلينا جولى لثدييها بعد تخوفها من إصابته بسرطان الثدى حيث امتلأت صفحات الفيس بوك وتناقلت بعض الفضائيات عدد من الفتاوى التى تحرم مثل هذه العمليات ولا نعرف ما هى علاقة المشايخ ودراويش العصر بثدى نجمة هوليود أنجلينا جولى اللهم إلا البحث عن كل ما هو شاذ وغريب فى زم حكم الإخوان، وفى زمن حكم الإخوان خرجت فتاوى أشد غرابة وهو ما كشفه التحقيق المتميز والرائع للزميل رامى نوار والذى نشرته «اليوم السابع» وحمل عنوان «خرافة شفاء المرضى بـ«الرقية الشرعية» لمؤلفها صاحب قناة الفتح.. رئيس القناة أستاذ بجامعة طنطا.. والمئات ينتظرونه أمام الانتاج الإعلامى كل أحد.. ويدعى علاج الأمراض «بالقرآن» حيث كشف فيه الزميل كيف استغل الدكتور أحمد عبده عوض رئيس مجلس إدارة قناة الفتح والأستاذ بجامعة طنطا، جهل العامة وذكر لى الزميل رامى أن هذا الشيخ يستخدم الرقية الشرعية فى علاج الأمراض المستعصية مثل أمراض البروستاتا من خلال قراءة بعض الأدعية حيث يتم الشفاء بعدها مباشرة، وكشف أيضا الزميل فى تحقيقه عن استحداث العديد من الأدعية الغريبة والتى يصفها الشيوخ والدعاة بـ«البدع والضلالات»، ويؤكدون على عدم جوازها لمخالفتها صحيح الدين.
فتاوى هذا الشيخ ومن معهم لاتظهر إلا فى ظل تدهور كل شىء فى مصر، حيث تفرغ مرسى والإخوان فى أخونة الدولة وتركت لنا مشايخ تفرغوا لفتاوى ثدى نجوم هوليود وبروستاتة المصريين ليخرجوا لنا فتاوى عصر الإخوان.