طلب منى حفيدى ذات يوم أن أخبره عن جارى الطيب الذى كان يقيم فى المنزل المواجه لنا وماذا فعل ذات يوم؟
قلت له إن جارنا هذا خرج من حجرته التى اعتكف فيها طويلا فبدا وكأنه قد خرج فى التو واللحظة من بطن المحيط أو من قلب لؤلؤة أو من جوف الحوت أو من عرق ذهب خالص أو من حضن الندى أو من بين السحاب أو من عين النجمة أو من نور العين أو من نبض القلب أو من سر الأسرار أو من علياء الرفعة أو من سر الكلمة أو من قلب المجد أو من مهد الخلق أو من تجلى الحب أو من لب الرحمة أو من حضن الأم.
بدا وكأنه قد خرج من قلب السجود أو من ود الود أو من عمق الهمس أو من سكون الرهبة أو من رقة السماحة أو من نهر الطهر أو من حياء الرفعة أو من سراج الخلق أو من دفء الإخلاص أو من مشكاة الورع أو من سعادة الرضى أو من وجد العشق أو من جمال الكمال أو من كمال الجمال أو من لب الطاعة أو من انسجام الكون أو من بهاء السمو أو من سحر رقى الطائف أو من جوهر الحسن أو من شفافية المكاشفة أو من نعومة الضياء أو من قلب السكينة أو من رحيق الزهر أو من ثبات اليقين أو من ثمالة الوصال أو من نار الاشتياق أو من فرحة الشكر أو تلقائية الصفاء أو من بساطة الفطرة أو من شاطئ بحر القدم.
خرج ثم وقف ينظر حوله فما رآه جعله يستدير ويدخل الحجرة مرة أخرى ويغلق الباب خلفه.