◄ ما الذى يمنعك يا دكتور مرسى من أن تبحث عن هذا الذى يجمع الناس بدلا من أن تخرج علينا بكل ما يساهم فى الفرقة ويظهرك كرئيس يتحدى الإعلام
لو أن الرئيس مرسى أكمل خطابه أمام ممثلى الجمعيات الأهلية دون أن ينجرف إلى الهجوم على الإعلام مجددا والإشارة إلى نفس الاتهامات الكلاسيكية المؤسفة من عينة (المؤامرات الخارجية والتعاون مع أعداء الوطن) وتكراره لهذا اليقين الذى لم نتأكد منه نحن حتى اليوم بأن سيادته (عارف مين عمل إيه وليه وعشان إيه)، لو أنه لم يفعل ذلك ربما كان خطابه خطوة لتغيير المزاج العام للبلد، وفتح الحوار حول الأعمال التنموية التى تقوم بها الجمعيات الأهلية، لكن الرئيس شاء غير ذلك، وكأنه يحب أن يضيف على خطاباته كل ما يساهم فى تعميق هذا الانقسام الحاد فى البلاد، ويشعل هذه الخصومة المستمرة بينه وبين الإعلام، وبينه وبين المعارضة السياسية، وبينه وبين كل من ينتقد سيادته أو مؤسسته الرئاسية أو جماعة الإخوان المسلمين.
لا أعرف من هم مستشارو الرئيس الذين ينصحونه بأن يقحم القضايا الخلافية فى البلد مع كل خطاب له فى مناسبات نوعية، فأنت تتذكر مثلا أن الرئيس أوسع المعارضة المصرية تهديدا ووعيدا خلال خطابه فى مناسبة تخص (منظمات المرأة) داخل قصر الرئاسة، ثم هو الآن يفتح نيران التهديد على الإعلام المصرى فى مناسبة تخص (الجمعيات الأهلية) فما الرابط هنا؟ وما السبب الذى يؤدى بك يا دكتور مرسى إلى أن تعيد أنت طرح الخلافات علنا، وتمارس متعة التهديد للإعلاميين دون تمييز، بينما كنت تستطيع بسهولة أن تجبر كل الإعلام المصرى على أن يتحدث عن قضايا الجمعيات الأهلية، والقانون الجديد الذى اقترحته الرئاسة على مجلس الشورى، أو قضايا التنمية التى يمكن أن يساهم فيها المجتمع المدنى لإعادة بناء مصر على أسس سليمة وقانونية؟
أنت يا سيدى تساهم فى المزيد من الفرقة حين تنسى القضية الأصلية وتتفرغ لهذه التهديدات التى لا مناسبة لها، أستغربك جدا يا سيادة الرئيس، فما الداعى لأن تلقى الإعلام بالحجارة فى الوقت الذى كنا نتوقع منك أن تحدثنا فى قضية نهر النيل وما قامت به إثيوبيا، كنا نتوقع أنك إذا خرجت عن نص خطابك فسيكون ذلك أملا فى رسم الصورة الكاملة لما تخططه أديس أبابا، وكنا نتصور أنك ستضع الحقائق أمام الناس أملا فى أن يتوحد الشارع على قضية تخص حاضرهم ومستقبلهم فيما يتعلق بهذا النهر الذى لا حياة لنا من دونه.
ما الذى يمنعك يا دكتور مرسى من أن تبحث عن هذا الذى يجمع الناس بدلا من أن تخرج علينا بكل ما يساهم فى الفرقة ويظهرك كرئيس يتحدى الإعلام، ويكره الصحافة، ويمتلئ قلبه غضبا على كل نقد ويدمن وصف معارضيه بأنهم (قلة)، (تعمل لحسابات خارجية)، و(تتعاون مع أعداء الوطن).
ما الذى يمنعك وأنت أول رئيس للجمهورية بعد ثورة شعبية من أن تفكر مليا قبل أن تغضب، وما الذى يحول بينك وبين أن تفرض على الإعلام نفسه أجندة أخرى للحوار حول القضايا التنموية، بدلا من الأجندة التى فرضتها أنت أيضا منذ الإعلان الدستورى حتى اليوم.
أنت يا دكتور مرسى، أو مستشاروك هم السبب فى هذه الفرقة للأسف.
أنت يا دكتور مرسى من صدمتنا بالإعلان الدستورى.
وأنت يا سيدى من نصب نفسه فوق القانون وفرض تحصينا إداريا على ملفات محل خلاف قضائى.
وأنت يا سيدى من أظهر تراجعا شكليا عن الإعلان الدستورى فيما تمسكت بكل آثاره التى تخدم مصالح محدودة.
وأنت يا دكتور مرسى من التزم الصمت أمام حصار المحكمة الدستورية العليا.
وأنت يا سيدى من شطر المجتمع نصفين حين ألقيت خطاب أعياد أكتوبر فى أنصارك فقط وتجاهلت سائر الأمة.
وأنت يا سيدى من وزع اتهامات التآمر على الجميع فيما كنت تعانى منها أنت شخصيا فى العصر السابق.
وأنت يا دكتور مرسى من أخفق فى اختيار استراتيجية وطنية يجتمع حولها الناس.
وأنت يا سيدى من التزم الصمت فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى.
وأنت يا سيدى من التزم الصمت على ملفات الشهداء الذين سقطوا فى عهدك.
أنت يا سيدى من لم يحافظ حتى على حلفائه خلال الانتخابات الرئاسية، فضاعت من بين يديك ثقة أنصارك السابقين فى حزب النور، وتسرب من بين يديك الدعم الذى حظيت به فى البداية من تيارات إسلامية مرموقة فى العمل السياسى والبرلمانى.
أنت يا سيدى من التزم الصمت على المؤامرة التى تعرض لها حزب النور نفسه وأنت تعلم من كان يقف وراء هذه الانقسامات.
وأنت يا سيدى من خسر تعاطف بعض القوى الليبرالية وبعض الصحف والفضائيات التى كانت ترغب فى أن تحصل سيادتك على الفرصة الكاملة قانونيا ودستوريا.
الفرقة والاختلاف والتوتر صنعتها هذه السياسات يا دكتور مرسى، وإن كنت تريد لهذا البلد صلاحا فعليك أن تعيد التاريخ إلى ما قبل الإعلان الدستورى، وإلى ما قبل الاستفتاء على الدستور، وإلى ما قبل العدوان على القضاء، وإلى ما قبل الهرولة التشريعية، وإلى ما قبل معارك الاتحادية حتى يعود هذا البلد للمسار الصحيح.
أدعوك للحظة تأمل يا سيادة الرئيس بعيدا عن مستشاريك، وبعيدا عن الأصوات التى تحب الاستعلاء، وترغب فى أن يكون الرئيس غضوبا باطشا ومعتديا على القانون، هذه أصوات تساهم فى نزع الشرعية عن هذا العرش، لأن الخوف لم يعد يسكن القلوب من الرئيس الغاضب أو الرئيس الباطش، الناس تريد الرئيس العادل الذى يحكم بين الناس بالقسطاس المستقيم.
ما هو شكل الرئيس الذى تريده يا دكتور مرسى؟ من هو مثلك الأعلى؟
هل تريد أن تكون عمر بن عبدالعزيز أم الحجاج بن يوسف؟
كلاهما حكم، لكن أحدهما كان هو الخليفة الخامس واسمه ينير صفحات التاريخ، والآخر أنت تعرف مصيره ومساره وتاريخه ودوره فى هدم الدولة الأموية.
فكر يا ريس لو سمحت.
موضوعات متعلقة..
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": وزير تجريف الثقافة
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرفض تصويت الجيش والشرطة فى الانتخابات
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": «الباطل» يصبح قانوناً فى مجلس الشورى
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": كيف تصبح (صدقة) سيارات النظافة التركى إنجازاً تاريخياً؟
خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": "لكن يا ريس حضرتك اللى فرقتنا"
الأربعاء، 29 مايو 2013 11:04 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب
هل هناك خطأ مطبعي؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الصارم البتار
راحت
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو كريم
الى رقم 2
ربنا يشفيك ويعفى عنك انت حافظ مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
Hasan
موافق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
اكتب وحلل واشرح
يمكن يقراء ويفهم ويعمل
عدد الردود 0
بواسطة:
hend3
احسنت
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال مغربى قاسم القبانى قنا
وهو من سيجمع مصر بعد ان يستقل عن اى جزب او جماعة ويكون البانى للسلطات قبل ان يكون الحكم ب
عدد الردود 0
بواسطة:
ئشن
الزلزال قادم بأذن الله
عدد الردود 0
بواسطة:
nader
رقم 2
الجهل نور و ربنا يشفى و اكتر من كده و ربنا بيزيح
عدد الردود 0
بواسطة:
www.facebook.com/ayam.zaman80
{{ مواليد التمانينات والتسعينات انضموا لنا }}
احلى ذكريات من عمر فات !!!!