مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن لا نشعر بالقلق على الثقافة المصرية، ولا نشعر بالغضب مما يجرى فى وزارة الثقافة من مذبحة شاملة للقيادات الثقافية، لكننا نشعر بالخجل من أن يكون هذا الرجل على رأس وزارة الثقافة، لا أقصد هنا فقط الخجل من الاتهامات الفاضحة المنسوبة إلى وزير الثقافة، ولا أقصد فقط الخجل من أن يتم استدعاء موظف مغمور ليتربع على عرش أهم وأعرق وزارات مصر، لكننا نشعر بخجل أعمق من أن يتحول هذا الموظف المغمور إلى خنجر رخيص.. يطعن به ثقافة هذا البلد لصالح نظام عدو للثقافة، والفنون، وكل ما يتعلق بتاريخ هذا البلد، ورموزه، وميراثه التليد فى الحرية والتنوير.
يتوهم الوزير وأولياء نعمته أن هذه المذبحة لقيادات المؤسسات الثقافية، يمكن أن تنال من ثقافة مصر، ويتوهمون كذلك أن إبعاد نخبة من أصحاب العقول الحرة عن مواقعهم الإدارية، يمكن أن يعجّل بمشروع التمكين، لكننا لا نشعر بالقلق، ونسخر من هذه الإجراءات الغشيمة، لأن الغايات الشريرة تتكشف مع كل خطوة يقطعها هذا الرجل فى الحرب على رموز بارزة، هو يعلم أنهم قد يشكّلون عقبة غليظة لتنفيذ مخططاته فى تغيير مسارات الثقافة المصرية، فالمذبحة شملت قيادات أهم القطاعات الثقافية، فبدأت بالدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، ثم تواصلت مع إقالة كل من إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، وصلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فى سلسلة متعاقبة، ربما لن تنتهى قريباً لكل من يرى الوزير أنهم لن يقبلوا الركوع أمام الخطط الجديدة لتجريف الثقافة المصرية، واستبدالها بتعليمات من مرؤوسيه الجدد الذين يدين لهم بالولاء، بعد أن حولوه من موظف محدود الإمكانيات والطاقات إلى ضابط بوليس، ينفذ أوامر تنظيمية فى عصب الثقافة المصرية.
المسألة واضحة.. تصفية الكبار داخل الوزارة، ثم تغيير الخطط الثقافية، ثم العمل على هدم كل ما تأسس عليه وجدان هذا الشعب ثقافياً.
وهنا أخجل مرة أخرى من أن يكون هذا الوزير وأولياء نعمته بهذه السذاجة الفارغة التى يتصورون فيها أن الساحة الثقافية المصرية، قد تستسلم لهذا المخطط الأخرق ببساطة، أو أن هذه المذبحة الإدارية يمكن أن تقوّض مسار الثقافة المصرية، أو أن يتصور هذا الموظف المغمور المطيع لرؤسائه، أن المثقفين المصريين الذين صاغوا ضمائرنا، وعقولنا، وحافظوا على هوية هذا البلد عبر التاريخ، قد ينكسرون أمام خناجر رخيصة، بعد أن واجهوا بأفكارهم وأقلامهم مدافع الاحتلال من قبل، وسجون القهر لكل الأنظمة التى أرادت عبثا أن تقطع الألسنة، وتحارب الأفكار، أو تطمس الهوية.
أنا أخجل لإيمانى بأن هذه المعركة صغيرة، ومحسومة سلفاً، فالصغار يمكنهم تنفيذ مهام إدارية فى إقصاء القيادات الثقافية عن مناصبها، لكن- بأى حال- لا يستطيع هؤلاء الذين يركعون لولى النعم، أن يجبروا الضمائر الحرة على الركوع، ستنفقون أموالكم، وتبتذلون رجالكم، وتلحقون العار بأنفسكم، ثم سيكون كل ذلك حسرة عليكم، لأن أساس هذه الأمة راسخ فى الضمائر، وثقافتها عصيّة على الانكسار.. هذه أمة أصلها ثابت، وفرعها فى السماء.
فمن أنتم؟
موضوعات متعلقة..
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرفض تصويت الجيش والشرطة فى الانتخابات
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": «الباطل» يصبح قانوناً فى مجلس الشورى
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": كيف تصبح (صدقة) سيارات النظافة التركى إنجازاً تاريخياً؟
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Sameh
Hope
Nice article, but still no hope my dear
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن حميدو
تغيير هوية الشعب المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
faten
You are very respectable man
عدد الردود 0
بواسطة:
على السيد على
لما كل الموسسات شامخة وروساء هذة الموسسات شامخين طيب احنا قمنا بثورة لة
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد منير
الموضوع أكبر من كونه مذبحة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة السيد
رحمة الله علي الثقافه
عدد الردود 0
بواسطة:
اماني
ما هي هويتنا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
هل وزارة الثقافة حكرا على اليساريين ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد يوسف
طيب ما نجيب من الآخر.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود دياب
الثقافة ماتت