د. فتحى حسين

عيد العمال.. بأى وجه نلقاك!

الجمعة، 03 مايو 2013 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحتفل بعيد العمال هذه الأيام، ليس فى بلدنا فقط بل فى مختلف بلدان العالم كله لما لأهمية شريحة العمال وثقلهم العددى والاقتصادى فى البنية الاقتصادية لأى دولة من دول العالم تريد النهوض بمجتمعاتها وترتقى بمستويات شعبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية أيضا، وفى معيشتهم فى مختلف النواحى.
والعمال هم ملح الأرض الذى بدونه لا طعم ولا لون للحياة نفسها، ولا إنتاج ولا زراعة ولا صناعة ولا تصدير بالطبع ومن ثم لا توجد العملة الأجنبية تدخل إلى الخزينة العامة للدولة واللازمة لاستيراد احتياجاتنا الأساسية المقدرة بنسبة 65% من الخارج، ومن ثم لابد من العملة الصعبة فى ظل تراجع العملة المحلية إلى مستوى متدن للغاية، وضعف إيراداتنا من السياحة ووصولها إلى المستوى تحت الصفر بقليل الأمر الذى أضعف من سمعة مصر الدولية ولدى دول العالم الخارجى.

ومعروف عن فئة العمال بأنهم وقود المجتمع الذى بدونه تتوقف الحركة والسير بل تتوقف الحياة نفسها فإذا أعلنوا إضرابهم واعتصامهم وتوقفهم عن العمل بسبب تعسف الإدارة معهم بالفصل أو الخصم من الراتب أو منع الحوافر والبدلات والأرباح وكافة حقوقهم، فلابد أن تكون هناك وقفة.

وقد شهدت السنوات العشر الماضية المزيد من الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات العمالية للمطالبة بحقوقهم فى أجر عادل وحياة كريمة وآدمية تغنيهم عن ذل السؤال وتساعدهم على العمل بجدية وإخلاص، وتزيد من انتمائهم للمنشأة التى ينتمون إليها ويطالبون أيضا باستمرار تشغيل مصانعهم التى ينتمون إليها التى شيدوها بدمائهم وعروقهم وسواعدهم إلا أنهم يفاجئون ببيع هذه المصانع والشركات التابعة للقطاع العام الحكومى لمستثمرين أجانب بل ويجبرون العمال على الاستقالة والخروج إلى المعاش المبكر بشكل مهين لهم دون أن ينظروا إلى الخلفية السيئة من وراء بيع الشركات وخصخصتها وتتمثل في العمولات والفساد الذى تردد الحديث عنه كثيرا بين مسئولين فى الحكومة ورجال الأعمال العرب والأجانب ويكون الضحية هنا هو العامل.

لقد جاء عيد العمال هذا العام بعد الذكرى الثانية لثورة يناير والبلاد أحوالها غير جيدة على الإطلاق، فليس هناك إنتاج ولا تصدير بل استيراد كل شىء تقريبا يتم من الخارج، وعمالة مهدرة ومزيد من الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات العمالية كما فى مصانع متوقفة مثل الغزل والنسيج والكيماويات والتجارة وغيرها من الصناعات التى كانت تمثل عماد الاقتصاد المصرى، أصبحت هى وعمالها فى مهب الريح، فبأى وجه نحتفل بعيد العمال هذه الأيام التى تختلف عن زمان، وقل للزمان ارجع يا زمان!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة