الفرق كبير بين مشروع النهضة الوهمى لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، و«سد النهضة» الإثيوبى، وهو أن الأول تحول إلى «خازوق» للشعب المصرى كله، أما الثانى فهو خازوق ثان قدمه الشعب الإثيوبى هدية للرئيس الإخوانى محمد مرسى فى زيارته الأخيرة، تقديرا لدور الإخوان فى تدهور الحال والأحوال فى مصر المحروسة، وما بين خازوق «مشروع نهضة مرسى لمصر»، و«سد النهضة الإثيوبى» فقد دخل المصريون عصر «العطش»، و«الجوع»، بسببب بدء العمل فى سد النهضة الإثيوبى وتحويل مجرى النيل الأزرق، وما يسببه هذا السد من تهديد للأمن القومى المصرى، إذن سد النهضة الإثيوبى أصبح واقعا، بينما مشروع نهضة مرسى أصبح خيالا.
هذا هو الفرق بين «سد النهضة الإثيوبى»، و«مشروع النهضة الإخوانى»، الأول سرق المياه، والثانى سرق أحلام المصريين، وعلى نفس نغمة سرقو الصندوق يا محمد لكن مفتاحه معايا، للمبدع سيد درويش، فإننا يمكن أن نقدم للرئيس الإخوانى الأغنية بشكل تانى، وبمطلع جديد يناسب مرحلة حكم الإخوان، ليكون مطلع الأغنية كالتالى «سرقوا النيل يا محمد لكن خازوق النهضة معانا»، أيوه والله العظيم، نحن لبسنا خازوق الوهم الذى روج له الإخوان ومشايخ السلفية الذين وصل بهم الحال، أن يقوموا بتشبيه حكم مرسى بحكم الفاروق عمر ابن الخطاب، والحقيقة أن حكم مرسى والإخوان لمصر يشبه إلى حد كبير حكم معاوية ابن أبى سفيان والأمويين، فإذا كان معاوية قد جعل الحكم وراثيا فى الأسرة الأموية، فإن مرسى يسعى لأخونة مصر لتتحول إلى الدولة الإخوانية ولتسير على نفس نهج الدولة الأموية.
والغريب أن الإخوان أخذوا أسوأ ما فى الدولة الأموية، وطبقوه وهو أخونة الدولة لتدشين أول دولة إخوانية فى المنطقة، أما السيادة المصرية فلتذهب إلى الجحيم والنتيجة تجرؤ دول أفريقيا على مصر، وتهديدهم للأمن القومى بمساعدة إسرائيل والذى لا يصدقنى يسأل عن الدور الإسرائيلى فى مشروع سد النهضة، إذن إسرائيل وليس دول الخليج كما يزعم الشيخ حازم أبوإسماعيل، وراء هذا المشروع، ألم أقل لكم إننا أخذنا خازوق النهضة.
أما شعب إثيوبيا فله النهضة والعزة والكرامة، لأن لديه قيادة قوية، تريد تحقيق نهضة حقيقية لبلده، وليس نهضة أونطة، كما فعل مرسى والإخوان بشعب مصر.