ناصر عراق

الثورة المغدورة.. والثورة المعلومة!

الجمعة، 31 مايو 2013 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكل يعرف كيف تم الغدر بثورتنا المصرية التى اندلعت فى 25 يناير 2011، فخطفها الإخوان المسلمين، واستولوا على السلطة السياسية، وها هى النتيجة البائسة بعد أن استوى الدكتور مرسى على عرش مصر قبل نحو عام تقريبًا!.

خذ عندك حفنة من الحصيلة الكارثية لحكم الإخوان: أكثر من 6000 من شباب الثورة فى السجون، وانقطاع مريب للكهرباء فى كل محافظات مصر، وغلاء للأسعار يزداد توحشاً وقسوة، وانقسام اجتماعى حاد لم تشهده مصر فى تاريخها، واعتداء مخز على القضاء والإعلام، وإهانات متتالية تصفع كرامتنا الوطنية (قتل 16 من جنودنا فى رفح فى رمضان الماضى خطف الجنود السبعة والجناة ما زالوا هاربين وطلقاء).

أذكر أننى كتبت هنا فى هذا المكان بتاريخ 5/11/2011 أى بعد الثورة بتسعة أشهر فقط مقالاً كان عنوانه (الثورة المغدورة.. وغموض المستقبل)، ذلك أن قرارات المجلس العسكرى آنذاك لم تكن بالشفافية ولا بالثورية التى تليق بأحلام الملايين الذين انتفضوا وثاروا، وقد قلت بالنص ما يلى: (ينبغى أن نفرق بين الأحزاب والتحالفات التى تساند الطبقة الحاكمة وتنتمى إليها مثل الإخوان والسلفيين وأتباعهما والوفد والأحزاب الكرتونية التى كانت ديكورًا لنظام مبارك، وبين الأحزاب الشريفة التى تضع نصب أعينها تحقيق مطالب الغالبية العظمى من الفقراء فى العيش بكرامة وحرية لنشيد مجتمعًا أكثر عدلاً وجمالاً، وهو ما يحتاج فيما يبدو إلى ثورة جديدة).

لكن لأن المجلس العسكرى لم يكن بالكفاءة الثورية الواجبة، فقد أدخل البلد فى متاهة معتمة من الكوارث السياسية انتهت بأن الشعب وجد نفسه أمام اختيار مزعج ومؤلم بين أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى لمنصب رئيس الجمهورية، ولا بأس من استعادة بعض ما كتبته فى هذا المكان بتاريخ 12/6/2012 تحت عنوان (المقاطعة هى الحل)، إذ كتبت بالحرف الواحد (اختيار شفيق إهانة للثورة ولدماء الشهداء، واختيار مرسى إهانة للحضارة المصرية والدولة المدنية الحديثة بآدابها وفنونها وأفكارها التنويرية، لذا فالمقاطعة هى الحل، والشروع فى بناء الحزب الثورى هو الطريق الوحيد للمستقبل الواعد بإذن الله).

على أية حال.. حدثت الكارثة وابتلينا بحكم الإخوان، لكن لأن شبان مصر انتفضوا وثاروا ضد القهر والظلم فى 25 يناير، وتحملوا بطش سلطة مبارك وجبروتها، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. ولأن هذا الشباب واسع الحيلة، يحلم باستعادة ما خطفوه منه، فإنه ابتكر حركة (تمرد) لسحب الثقة من الرئيس مرسى، وأظن أن جماعة (تمرد) تمكنت من الحصول عل أكثر من 5 ملايين توقيع من المؤيدين حتى الآن، ودعوا الشعب إلى النزول فى 30 يونيو المقبل للتظاهر من أجل تحقيق مطلبهم هذا، ولكن السؤال المطروح.. ماذا بعد سحب الثقة؟ وما الخطوات العملية التى ينبغى أن نحشد الناس حولها لتحقيقها؟ حتى لا نكرر أخطاءنا حين طالبنا مبارك بالرحيل، ولم نضع تصورًا واضحًا ومحددًا لما بعد رحيله، فضحكوا علينا واستغلوا سذاجتنا وجهلنا بالسياسة وألاعيبها وسرقوا الثورة والسلطة.

لقد اقترحت فى مقال سابق (ماذا بعد نجاح تمرد؟ المنشور فى 19/5/2013) أن ندعو إلى تكوين مجلس رئاسى مدنى من ثلاثة أشخاص (رئيس المحكمة الدستورية العليا، ووزير الدفاع، وواحد من شباب الثورة الشرفاء لا يتجاوز 40 عامًا).

وبالمناسبة حين قام عبد الناصر وزملاؤه بثورة 1952 كانت أعمارهم بين 30 و34 عامًا، أقول ذلك للذين احتجوا على سن الأربعين بوصفه ما زال صغيرًا.
سوف يتولى هذا المجلس إدارة شئون البلاد لمدة 6 أشهر فقط يقوم خلالها بالدعوة إلى كتابة دستور مدنى حديث والاستفتاء عليه وإجراء انتخابات رئاسية، كما سيسعى إلى العمل على لم الشمل الوطنى الذى بعثره قادة الإخوان ببراعة منقطعة النظير!.

إذا كانت ثورة 25 يناير قد انطلقت بالأساس لإبعاد وزير الداخلية حبيب العادلى، ثم تطورت الأمور إلى ما تعرف، فإننى أتوقع أن دعوة (تمرد) إلى نزول الناس فى 30 يونيو 2013 لسحب الثقة من الرئيس مرسى ستعد إعلاناً بموعد الثورة الثانية الشاملة لتغيير نظام تجبر وظلم الناس وحرمهم من النور، لكن هل سيسكت الإخوان وحلفاؤهم وكثير منهم يمتلكون السلاح؟ هل ستكون ثورة سلمية؟ الله وحده يعلم، لكننى أرجو ذلك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة