كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون أمريكيون، النقاب عن أن الأشخاص المصابين باضطراب تشوه شكل الجسم يعانون من تشابك معقد بالأسلاك العصبية الموجودة بالمخ، كما أن لديهم أنماطاً غير طبيعية من دوائر المخ الكهربية بداخل الدماغ.
وقال الباحثون، إن اضطراب تشوه الجسم الذى يصاب به حوالى 120 ألفاً من الشعب البريطانى هو نوع من الاضطرابات الجسدية يعتمد على انشغال المريض المتواصل بعيب يتعلق بمظهره يمتد لأحاسيس مبالغ فيها، وينتج عن هذا الانشغال الزائد اضطرابات نفسية ملحوظة تنعكس فى الحياة الواقعية، كما أن هؤلاء الأشخاص يبحثون دوماً عن عمليات التجميل لتغيير الصورة القبيحة إلى يرونها دوما.
وأشار الباحثون بجامعتى كاليفورنيا ولوس أنجلوس إلى أن هؤلاء الأشخاص يمتلكون اتصالات عصبية غير طبيعية بين مناطق المخ المشاركة فى المعالجة البصرية والعاطفية، الأمر الذى يفسر رؤيتهم غير الصحيحة لكونهم مشوهين يشوبهم القبح، على الرغم من أنهم يبدون بصورة طبيعية للغاية للآخرين.
وقال الدكتور جيمى فيوسنر: "لقد وجدنا رابطاً قوياً بين انخفاض كفاءة الاتصالات عبر الدماغ بالكامل، وبين شدة اضطراب تشوه الجسم، مؤكداً أنه كلما قلت كفاءة الوصلات العصبية بالمخ عند المرضى زادت الأعراض بصورة كبيرة، لاسيما بالنسبة للسلوكيات القهرية، مثل فحص المرايا كل ثانية تقريباً".
وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يميلون إلى التحديق فى أدق التفاصيل، مثل البقع غير الظاهرة على وجوههم، بدلاً من النظر إلى أنفسهم بشكل مجمل، وكلما زاد شعورهم بالقبح كلما زادت معاناتهم وعدم القدرة على خوض حياة طبيعية.
