محمد أحمد طنطاوى

بلاغ قتال من الهيئة الهندسية للجيش

السبت، 04 مايو 2013 02:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثقافتهم لا تعرف التأجيل والأعذار، وقاموسهم لم يعهد الكسل والتباطؤ، أو احتمالات التعثر والتوقف، رجال عقارب الساعة لديهم تحمل مدلولا خاصا، فقد تكون بداية لمهمة جديدة أو تتمة لمشروع أنجزوه، يومهم لا ينتهى، بل ينقسم إلى 3 ورديات متواصلة لتنفيذ المهام المخططة فى زمن قياسى رافعين شعار "يد تبنى ويد تحمل السلاح".

مع دقات الخامسة صباحا يستيقظ الجميع، على صوت "البروجى" الذى يعلن بداية اليوم ونوبة الصحيان للاصطفاف فى الطابور، وترديد تحية العلم فى حب مصر وشعبها، ثم التحرك إلى مواقع العمل كل حسب مهمته داخل إدارات ووحدات "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فهناك من يعمل ضمن أطقم وجماعات كتائب الطرق أو الحفر والإنشاءات، أو يشارك فى عمليات هدم الأنفاق على خط الحدود الدولية بسيناء".

القائد يتقدم رجاله، ويتولى دائما إصدار إشارة البداية لتنفيذ المخطط المطلوب، بعد تلاوة بيان المهمة، وفى يده الساعة والبوصلة وعلى ظهره الشدة الميرى الثقيلة، وكل مستلزماته وأدواته التى تمكنه من العمل فى أجواء الحر اللافح أو البرد الشديد.

ثقافة الحزم والصرامة التى تتمتع بها القوات المسلحة جعلت من الهيئة الهندسية لها مضربا للمثل، حيث ساهمت فى تأسيس العديد من الطرق والكبار والمحاور المرورية، آخرها أعمال التوسعة والتطوير لطريق جوزيف تيتو فى المنطقة المحصورة من كوبرى الحرفيين حتى الطريق الدائرى، ومحور الفريق سعد الشاذلى الذى يربط الطريق الدائرى بطريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى لمنع الازدحام المرورى حتى الكلية الحربية، والقضاء نهائيا على الاختناق المرورى فى المسافة من سوق العبور وحتى كوبرى الحرفيين، وكذلك أعمال القوس الجنوبى الشرقى من الطريق الدائرى الإقليمى الذى أقامته بطول 64 كم وعرض 43 مترا، ويتسع لأربع حارات مرورية فى كل اتجاه، ويربط غرب وشرق النيل من خلال كوبرى جنوب دهشور، ويصل بين طريق الصعيد الحر شرق النيل وحتى مدينة بدر وأنشأت أيضا وحدات مدعومة لمحدودى الدخل من المواطنين فى عدد من محافظات الجمهورية باسم مدينة "الجيش والشعب"، وأقامت مستشفيات ومراكز طبية لخدمة مرضى الأورام فى 10 محافظات، كما نفذت التصميمات الهندسية لمطار سوهاج الدولى، وأسست أكثر من 1800 مدرسة نموذجية، وعدد 348 وحدة صحية على مستوى الجمهورية، بمجهوداتها الذاتية، دون أن تكلف الدولة مليما واحدا واعتمدت فى تمويلها على ميزانية القوات المسلحة.

بالإضافة إلى الدور التنموى الرائد الذى تقوم به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى خدمة المجتمع المدنى ودعم عمليات التنمية الشاملة فى مصر، تبذل مجهودات ضخمة فى مواجهة أحد أهم المشكلات التى تعترض سلامة الأمن القومى المصرى فى الوقت الراهن، المتمثلة فى أنفاق التهريب على خط الحدود الدولية بمدينة رفح المصرية، حيث ابتكرت أسلوبا جديدا فى تدمير الأنفاق من خلال الغمر بالمياه، حتى لا يتمكن المهربون من استعادتها مرة أخرى بعد فساد التربة بفعل المياه الجوفية، واستطاعت تدمير أكثر من 250 نفقا حتى الآن.

كما تتولى "هندسية" القوات المسلحة عمليات هدم الأنفاق فى سيناء، تقوم بدور رائد فى تنمية المجتمع السيناوى، من خلال العديد من مشروعات التعمير وتوفير الحياة الكريمة لأبناء سيناء بحفر الآبار ومحطات تحلية المياه، وإنشاء المدارس والتجمعات السكانية المتكاملة ورصف الطرق، وتوفير فرص العمل للشباب بمصنع العريش للأسمنت الذى أسسته العام الماضى، لمواجهة عمليات احتكار الأسمنت ومحاولات بعض رجال الأعمال تعطيش الأسواق.

الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية طلب من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ أعمال تطوير وتوسعة طريق القاهرة السويس الصحراوى، بمسافة 20 كيلومترا، بشرط أن يتم التنفيذ فى وقت قياسى ويتم افتتاح أعمال التطوير فى السادس من أكتوبر العام الجارى، الأمر الذى أثقل الهيئة بأعباء إضافية إلى جانب مهامها الرئيسية فى خدمة الوحدات والتشكيلات القتالية بمختلف الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، خاصة أن الإجراءات الإدارية الخاصة بموافقات وزارات الإسكان والنقل والطيران المدنى على أعمال التوسعة فى تلك المنطقة لم تنته بعد، وعلى الرغم من كل الضغوط والأعباء التى يتم وضعها على كاهل الهيئة، إلا أنها سوف تسلم المشروع قبل موعده المحدد، لتؤكد لكل المسئولين فى الدولة أن القوات المسلحة تقود قاطرة البناء والتنمية فى مصر على الرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد سياسيا واقتصاديا.

وفى النهاية بقيت فكرة أخيرة لزم التنويه عنها، وهى أن كل الأطياف السياسية فى مصر خلال المرحلة الراهنة تتحدث عن القوات المسلحة دون سابق خبرة أو معرفة، بما يدور داخلها من عمل جاد، وجهد غير مسبوق على مستوى كافة أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها البرية الضخمة التى تهتز لها جيوش المنطقة، بل إن بعض تلك الأطياف تعادى القوات المسلحة وتوجه لها شتما تجاوز كل حدود النقد، وسبا تجاوز كل معانى الوطنية التى يجب أى يكنها كل مواطن مصرى "طبيعى" لجيشه الوطنى، الذى يحمى حدوده ويسهر على أمنه، ويقدم رجاله فداء له، ووقف إلى جوار الشعب عندما أراد التغيير، وضحى بـ58 شهيدا من أبنائه البواسل خلال المرحلة الانتقالية دون أن يعلن عنهم بشكل رسمى، ودفع من ميزانيته أكثر من 10 مليارات جنيه فاتورة للخسائر الاقتصادية بعد الثورة، رفقا بالجيش المصرى يرحمكم الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة