فى جعبتى عدة أسئلة حول المشهد الراهن وتداعياته، هيا نحاول معًا البحث عن إجابة مقنعة ومرضية عسى أن نستشف منها بعض آفاق المستقبل القريب فنتحسب له وننتبه لما هو مقبل من أيام على مصرنا الحبيبة. خذ عندك:
• هل تجد علاقة ما بين اعتقال الناشط السياسى النبيل أحمد دومة وتحويله للمحاكمة وبين إطلاق حركة تمرد التى تسعى لسحب الثقة من الرئيس مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
• هل ترى علاقة ما فى تأجيل الإعلان عن التعديل الوزارى من يوم إلى آخر ومن أسبوع إلى آخر، وبين الإفراج المنتظم عن رجال مبارك (أمس الأحد 5/5/2013 تم الإفراج عن وزير الإسكان السابق محمد على سليمان بعد أن أفرج عن فتحى سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمى إلى آخر نجوم عهد مبارك من العواجيز).
• هل ترى علاقة ما فى إصرار نظام الرئيس مرسى على عدم إقرار قانون بتحديد الحد الأدنى للأجور وكذلك الحد الأقصى، وبين أزمات السولار والخبز وأنبوبة البوتاجاز؟
• هل ترى علاقة ما بين إصرار نظام الرئيس مرسى على تسول قرض البنك الدولى وبين رد الفعل الرسمى الباهت ضد العدوان الإسرائيلى على سوريا أمس؟
فى ظنى أن النظام مقبل على حملات قمع وترويع ضخمة وممتدة يصطاد خلالها شباب الثورة الشريف والنقى حتى يضمن إسكات الشارع بعد أن أخفق فى تكميم الشعب الذى شعر أن ثورته قد سرقت منه فى لحظة بائسة. وما القبض على أحمد دومة وغيره من الثوار إلا مقدمات لما هو أسوأ.. إلا إذا..!
من فضلك.. تأمل معى هذه الصورة المضحكة المبكية: نظام مبارك كان يقبض ويعتقل قادة الإخوان، ومعظمهم مليونيرات وتجار كبار، لكنه لا يمس أموالهم من قريب أو بعيد، ثم يفرج عنهم ليعودوا إلى مشاريعهم وتجارتهم المشبوهة. والآن نظام مرسى يفرج عن رجال مبارك بعد اعتقالهم ولا يمس أموالهم من قريب أو بعيد، وهكذا، وكأن هناك قرارًا سريًا غامضاً بألا يقترب أحد من أموال أحد، سواء كان فى الحكم أو السجن! مع العلم أن هذه كلها أموال الشعب نهبها بعضهم بالفساد والسلطة المتجبرة والآخرون بالمضاربات وتجارة العقارات وخلافه!
والشاهد أننا أمام نظام، لا يختلف عن نظام مبارك بالمرة، تمكن من خطف السلطة نظرًا لقلة خبراتنا وسذاجتنا السياسية. ولنقل بصراحة إن الثورة علم، وتغيير المجتمعات إلى الأفضل علم، وتنظيم الناس وحشدهم نحو أهداف محددة علم أيضاً، مثل علوم الهندسة والكيمياء والفيزياء والكهرباء والطب، ونحن بكل أسف كنا جهلاء بهذا العلم تمامًا، الأمر الذى أدى إلى أن يقفز على السلطة المجلس العسكرى أولاً، ثم جماعة الإخوان المسلمين وهما الجهتان المنظمتان تنظيمًا جيدًا يسمح لهما بحشد الناس خلف قاداتهم!
أجل.. نحن أمام واقع محزن يستدعى الانتباه جيدًا لأن نظام مرسى لن يرحم معارضيه، ولن يرأف بمن يخالفه سياسيًا، ولن يعمل لصالح فقراء هذا الشعب وهم بالملايين من عمال وفلاحين وموظفين صغار وعاطلين متعلمين . لن يفعل أى شيء يخدمهم ويخفف آلامهم .
ولعل حركة تمرد التى أطلقها شباب حالم بالعدل والحرية.. أقول لعلها تكون خطوة نحو استعادة فضيلة مهمة جدًا وهى العمل المنظم والدءوب من أجل الوصول إلى الهدف.
باختصار.. إذا لم يسعَ الشرفاء إلى تنظيم أنفسهم فى حزب سياسى ثورى يقاوم بطش النظام ويسعى للوصول للسلطة بالطرق السلمية، فإن القمع قادم.. وبقوة!