تبقى فى أعماق التاريخ مواقف لا يمكن لأحد أن يمحوها مهما حاول.. تجسدت هذه الكلمات فى الاحتفال الذى أهدته جامعة المستقبل فى ذكرى تحرير سيناء إلى القوات المسلحة المصرية.. توقفت عند كلمات الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة.
فقد أدخل بكلماته السكينة والطمأنينة إلى قلب كل رجل فى مصر. تكلم بهدوء وحكمة وبساطة تجمع بين الثقة والقوة فى الوقت نفسه، الرسالة التى وجهها السيسى لم تكن الأولى.. ولكنها كانت الحاسمة وعليها نضع آمالاً كبيرة نحو طمأنة شعب كان ينتظر تلك المشاعر الجادة.
تكلم الرجل بتلقائية، وكم كانت كلماته تدخل القلوب وتقتحمها بحب حتى أصبح المصريون يرددونها فى أمل وكأن شيئاً، بداخلهم يقول له: متى تتحرك لإنقاذ الوطن الذى تفككت كياناته ومؤسساته، وصارت الفوضى فى كثير من المواقع كانت كلمات السيسى غير مرتبة، فخرجت من قلبه بعفوية شديدة لشعب يرتقب صبحاً جديداً بعد أن عاش على مدار عامين فى كآبة وقلق وعدم استقرار. صرح السيسى بكل ثقة وعزة وكرامة قائلاً: مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا.. وقال «جيش مصر شريف».. ووجدت نفسى أقف وأقول: «الله أكبر.. وقالها السيسى بصراحة: كل طالب وكل فرد من الضباط وكل من ينتمى إلى مؤسسة الجيش يجرى فى دمهم حب الوطن. ومستعدون للمزيد من التضحيات حتى يأمن المصريون على مستقبلهم.. إن الرسالة التى وجهها السيسى قلبت كيان الجميع فكم كان الشعب المصرى متعطشاً منذ وقت طويل لمثل هذه الكلمات التى تبث روح الثقة والأمن بداخله.. فقد أكد أن الجيش المصرى صلب ووطنى وشامخ فى عظمته.. وكبريائه وقال السيسى: «منذ ثلاثة أسابيع أقسمت، قسماً يا ريت تكونوا سمعتوه.. هذا القسم قلته من أجل كل مصرى لكى يكون مطمئناً على نفسه وعلى أمنه وعلى أولاده.. ولا ينزعج رغم كل «الشوشرة» التى تحدث حالياً.. جاءت تصريحات السيسى فى موعدها لتعيد الكبرياء إلى قلب مصر.. وتعيد ترتيب الأوراق التى تناثرت منذ شهور وبعضها ذبل وبعضها ناله التحريف والتجريف ولهذا حينما تقابلت مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى قلت له: «إن مصر أمانة فى رقبتك».. أحسست أن الكلمات تصرخ فى داخلى لأن هذا هو الأمل الباقى لدينا.. وأمام ثقتنا فى جيشنا لا يمكن للمشككين والمغرضين أن يتسللوا ويفسدوا أو يوقعوا بيننا وبين الجيش وبين قائده الذى صارت كلماته حديث الشعب المصرى كله.. فقد مست كلماته مشاعر الجميع.. وجاءت هذه الأحاسيس مواكبة للأوبريت الغنائى «حبيبى يا وطن» الذى كتبه شاعر مصر عبدالرحمن الأبنودى وجاء هذا العمل فى توقيت نحتاج إليه ونطلب التفاؤل بعد شهور طويلة من الظلام والبحث عن أمل وعن فجر جديد يأتى إلينا بشعاع نور صادق.. كم كانت البهجة على وجوه الحاضرين من إعلاميين وأدباء ومثقفين وضباط وجنود وكم كان الأوبريت ينضح بالوطنية وجمع الفنانين هانى شاكر ومدحت صالح ووائل جسار ولطيفة وحكيم وآمال ماهر ومحمد فؤاد وبرغم اعتذار الفنان العربى نبيل شعيل إلا أنه ترك بصمته واضحة فى أغنية بصوته العذب الشجى أما حسين الجسمى فكان حالة إبداعية فريدة بصوته المعبر العميق وكلامه المحب لمصر وللشعب.. هذا الأوبريت جمع المطربين العرب وحقق نموذجاً للوحدة العربية التى نسعى إليها ونجح المخرج خالد جلال فى تقديم أوبريت يليق بالمناسبة.. إنها حالة من التسامح سكنت الحضور وجعلتهم وكأنهم على قلب رجل واحد.
وجاءت كلمة الدكتور خالد عزازى رئيس مجلس أمناء جامعة المستقبل والذى عبر فيها عن مصريته ووطنيته الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى عن أمله فى الغد لقد أسعدت جامعة المستقبل المصريين بعد عامين من اللااستقرار.. كم كنا نترقب هذا اليوم وكم كنا فى حاجة إلى تصريحات السيسى التى أسكنتنا فى برج من التفاؤل والرفعة لنقول بكل طمأنينة إننا فى حماية القوات المسلحة التى لم نعرف يومياً عنها أنها تخلت عنا أو أنها تركتنا فى مفترق الطرق!