زيارة الرئيس محمد مرسى للبرازيل التى من المقرر أن تبدأ اليوم هى الزيارة الوحيدة التى لا نتمنى أن تكون «زيارة طلب جديد للمساعدات أو المعونات أو القروض» مثل الزيارات السابقة للرئيس للخارج. هذه الزيارة قد تحقق نتيجة واحدة فقط مطلوبة من الدكتور مرسى وهى الاستفادة من تجربة تحقيق النهضة الاقتصادية الحقيقية فى 8 سنوات وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية كواقع على الأرض بين شعب يقترب عدد سكانه من 200 مليون نسمة وكان يعتبر قبل قدوم لولا دى سيلفا رئيسا للبرازيل من الدول الفقيرة فى العالم.
تجربة البرازيل رغم أنها تمت على يد الرئيس والحزب الاشتراكى الحاكم فى البرازيل، وهو ما يتعارض مع توجه الرئيس مرسى وجماعته لأنه قد يذكرهم بالستينيات إياها، إلا أنها تجربة نموذج لأى دولة لديها حلم ومشروع نهضة وإرادة سياسية للاسترشاد بها وهى التجربة التى حولت البرازيل إلى عملاق اقتصادى لاتينى فى سنوات معدودة بقيادة الرئيس الاشتراكى لولا الذى انحاز للفقراء من المزارعين والعمال فى الشعب البرازيلى.
عندما يلتقى الرئيس مرسى رئيسة البرازيل ديلما روسيفا، التى ترأس الحكومة أيضا وفق نظام الحكم فى البرازيل لن يجد فارقا أو تحولا فى سياسات سلفها الاقتصادية والاجتماعية بل استمرت ذات السياسات وبشكل أكبر حتى أعلنت البرازيل رسميا فى نهاية 2011 أنها أصبحت سادس أكبر اقتصاد على مستوى العالم، متقدمة بذلك على بريطانيا. وحققت نموا بنسبة %2.7 فى الوقت الذى حقق الاقتصاد البريطانى نموا بنسبة %0.8 فقط. وهذا الإنجاز الذى تحقق بعد مرور عام من ولاية الرئيسة الحالية لم يكن إلا ثمرة نجاح برنامج اقتصادى إصلاحى طموح شهدته البرازيل طوال ثمانى سنوات هى فترة حكم الرئيس السابق لولا دا سيلفا «2003-2010».
زيارة الرئيس مرسى للبرازيل مهمة للغاية إذا ركزت على كيفية الاستفادة من التجربة البرازيلية الرائعة فى التنمية والنهضة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والأدوات والسياسات التى اتبعها لولا الاشتراكى لتطبيق برنامجه الذى عارضه الاشتراكيون أنفسهم واتهموا دا سيلفا بأنه يخالف النظرية الاشتراكية فرد عليهم بأنه يطبق الاشتراكية البرازيلية!... ولنا حديث آخر مع مشروع «النهضة»..البرازيلية.