ظهرت فى بداية السبعينيات، ربنا يديم عليكم الصحة، ظاهرة السفر إلى الشقيقة ليبيا عبر «الأسلاك الشائكة».. أو ما تبقى منها على الحدود بين البلدين.. تلك الأسلاك التى كان قد نصبها الجزار «جرتزيانى» الجنرال الإيطالى الذى أوفدته الفاشية للقضاء على السيد عمر المختار والثوار.
السفر بهذه الطريقة كان يسميه المصريون خاصة الحرفيين والفنيين، أصحاب الصنايع، وأيضاً حاملى الشهادات الذين لم يجدوا عملاً بمسمى «سلكاوى» أى عبر السلك!
عبر السلك، لأن الظرف بين البلدين مصر وليبيا.. لم يكن مهيئاً لتبادل التأشيرات لأسباب عديدة، لكن كان الأشقاء فى ليبيا يستقبلون المصريين بحسن الخلق وطيب المعاملة.
تذكرت الحل البديل للسفر والعمل بليبيا خلال أوائل السبعينيات، بعد أن أطلت علينا ظاهرة الذهاب أو الترحال الكروى صوب الشقيقة ليبيا.. فما هو وجه التشابه؟!
ربما يكون وجه التشابه مختلفا جداً.. زى مقولة واحدة فى الجيزة والثانى فى طنطا.. أو خلف خلاف.. ولكن؟!
العمالة كانت تسعى نحو مزيد من فرص العمل لقلة الرزق والمعروض من فرص العمل، لكن نجوم الكرة ومدربيها، ينتهجون نفس النهج «سلكاوى».. لكن بحثاً عن مزيد من الرزق ومزيد من الدخل.. وهذا ليس عيبا أبداً.. طب إيه المشكلة؟!
المشكلة أن كل من يأخذ من هذا البلد لن أقول لا يكتفى، فهذا حقه ما دام بجهده وعرقه.. إنما أن يصبح السفر نحو اليورو والدولار والفرص الاحترافية الأفضل فى ظل العرض والطلب باعتراف أى ذى ربع مفهومية.. عبارة عن سفر يستحق شفقة المصريين على النجوم، بل ومصمصة الشفايف.. والبكاء والعويل واللطم والعياذ بالله.. بل وربما يصبح للوداع مهابة كبرى! لماذا يا رفاق كل هذه الضغوط لماذا استثارة المشاعر.. والضحك على الذقون ولا مؤاخذة، ليتكم تؤكدون معانى الاحتراف وتؤكدون أن تحويلاتكم قد تفيد الخزانة المصرية، بل ليتكم تفضحون من يدعون أنهم «أصحاب فضل» فى الأندية وأنهم مستعدون للصرف بالملايين.. لكنهم لا يسددون ملاليم هى حقوق للبشر!
ليتكم تنقلون للمواطن المصرى الذى أعطاكم أجزاء كبرى من أعز ما يملك وهو دخله لتصبحوا نجوماً.. ألا يستحق منكم هذا المواطن أن تقولوا له الحقيقة!
لماذا تحبون الظهور بصورة الغلبان المغلوب على أمره؟
لماذا تضحكون ودموع المصريين على خدودهم؟!
أستحلفكم بالله الذى لا إله إلا هو.. الذى تؤكدون دوماً أنكم تستخيرونه.. أن تقولوا الحق. أبداً لن نرضى بعد الآن بحكاية: «لا يمكن أن أتكلم عن الفلوس فأنا ابن النادى.. والآخر أنا ابن أخو النادى، والثالث يا جماعة: النادى خالى والخال والد»!
ثم نجد كل هؤلاء خلعوا!
ما هذا.. أليس بينهم نجم رشيد يحترم مشاعر البسطاء ولا يرضى أن يصبح كمحترف غلبان مهيض الجناح.. أو على الأقل بنعمة ربه يحدث.. يا ساتر يا رب إيه ده!!