الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة تقدم بتهنئة حارة للمنتخب الوطنى لكرة القدم، بعد فوزه على منتخب زيمبابوى فى التصفيات المؤهلة للمونديال، عادى وجميل من قيادى بارز فى الحزب الحاكم أن يهنئ منتخبه الوطنى بعد تحقيقه فوزا خارج أرضه، ولكن غير العادى وغير الجميل أن يشبه العريان منتخب زيمبابوى بقوى الشر والهدم.
الدكتور العريان قال فى نفس التغريدة معقبا على فوز المنتخب الوطنى: «إنها إرادة الفوز والنجاح والحياة تنتصر على قوى الشر والظلم والهدم..مصر بإذن الله ستنتصر وتنجح فى اختبار الحياة الحرة الكريمة كما نجحت فى هدم نظام الفساد واﻻستبداد والقهر»، فما الذى أدخل التنافس الرياضى الشريف، فى تعبيرات مثل قوى الشر؟ ومن الذى يقول إن المنافسين فى أى لعبة رياضية يمكن أن يتحولوا إلى خصوم أو أعداء تجرى شيطنتهم أو وصمهم؟
أسمع من يقول إن الدكتور العريان لم يقصد زيمبابوى بأوصافه أو شتائمه للخصوم والمنافسين، وأن على وسائل الإعلام تحرى الدقة وعدم اقتطاع الجمل من سياقها، وأنه رجل سياسى وليس رياضيا أو لاعب كرة، مما يعنى أن الأصل فى كتاباته هو السياسة، وأن الفرع هو تهنئة المنتخب، ومن غير العدل أن «نلبس» الراجل فى حيطة الإساءة لدولة صديقة أو أن نسىء فهم تصريحاته السياسية بوضعها فى سياق رياضى بحت.
كأننا نحن من كتبنا تغريدة الدكتور العريان، أو كأننا من حشرنا الكراهية والعنصرية ونفى الآخر فى سياق عباراته، وكأننا من دفعه دفعا إلى دمج الروح الرياضية بنقيضها.
يا دكتور عصام.. أيا كان من تقصد، منتخب زيمبابوى أو خصومك السياسيين، فلا يصح أن تصفهم بقوى الشر أو أن تعتبر نفسك والفصيل الذى تمثله قوى الخير والإصلاح، لأن بداية الخراب والدمار أن يتصور فصيل سياسى أنه يحتكر الخير والصواب، وأن منافسيه يمثلون قوى الهدم والشر، ببساطة لأنه إن سكت، سيكون شيطانا أخرس، وإن تحرك سيتحرك فى اتجاه الحرب الأهلية والدعوة إلى العنف، فأيهما تقصد بشتائمك وأوصافك التى تحض على الكراهية، منتخب زيمبابوى أم خصومك السياسيين؟
يا دكتور عصام أدعوك إلى تدبر الآيتين الكريمتين من سورة الكهف «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».. صدق الله العظيم