خالد صلاح
خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": كيف تقبل الجماعة الإسلامية هذا الدور المؤسف؟
الأربعاء، 12 يونيو 2013 08:58 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشعر بانزعاج بالغ من الدور الذى تقبل به الجماعة الإسلامية الآن وحزبها البناء والتنمية لصالح جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة التى أسست أفكارها على نهج يتفرد عن جماعة الإخوان منذ سبعينيات القرن الماضى، والجماعة التى عانت أكثر ما عانت من نكران الإخوان المسلمين لها فى سنوات ما قبل الثورة، والجماعة التى تعرف جيدا ما هو الرأى الفقهى والسياسى لقيادات الإخوان فى البناء الفكرى للجماعة الإسلامية، ترضى على نفسها الآن أن تعمل فى دور (الحزب المساعد والديكور الديمقراطى الخاص) بالإخوان وحزب الحرية والعدالة.
قيادات الجماعة الإسلامية التى أسست حزب البناء والتنمية، يضل منهم الطريق اليوم، ويتصورون (خطأ) أنهم يخدمون الدين، ويناضلون من أجل الشريعة حين يتجنبوا معارضة الرئيس المنتخب، رغم ما تعترف به قيادات الجماعة من أخطاء فى الأداء السياسى للرئيس، ويضلون الطريق أيضا حين يرضون بأن يكونوا هم مخلب القط ضد القوى السياسية والوطنية لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وقيادات الجماعة الإسلامية تخفق قطعا حين توافق على أن يلعب بهم الإخوان فى مواجهة الشارع الغاضب، ويسمحون لأنفهسم أن يتم استخدامهم باعتبارهم (فزاعة عنف) ضد الناس فى 30 يونيو، أو فى غيرها من مظاهرات الغضب السلمية ضد السلطة، وضد الرئيس، وضد الانقلاب على القانون.
يعرف قيادات حزب البناء والتنمية مساحات العاطفة فى وجدانى شخصيا مع قياداتهم وشبابهم على حد سواء، على الأقل ورغم ما أختلف فيه معهم فكريا وسياسيا اليوم، لكننى أكثر من يعرف مشاعر الإخلاص لدى شباب الحزب والجماعة، وأعرف أيضا حجم الندم على سنوات العنف فى الثمانينيات والتسعينيات التى قادت إلى المراجعات الفكرية لاحقا، ومن ثم فإننى أشعر بالدهشة الشخصية من قبولهم بأن يهدد الإخوان الشارع السياسى بهم، على اعتبار أنهم (رمز للعنف)، فى حين أن الجماعة نفسها أعلنت تراجعها عن هذا العنف من قبل، أمام الله وأمام الناس، فكيف تقبلون اليوم، أن يتم استخدام اسم الحزب واسم الجماعة الإسلامية فى تهديد المظاهرات؟ وكيف تقبلون أن تلعبوا بهذا الدور لصالح حزب الحرية والعدالة فى حين لا يقدم الحزب حلولا حقيقية لهؤلاء الغاضبين؟ وكيف تقبلون أن تكونوا اليوم سيفا للسلطة، رغم قسوة ما يعانيه هذا الشعب فى الشارع، فى حين كنتم تقدمون أنفسكم دائما باعتباركم صوتا للناس، ودعاة إلى الله، وأصحاب كلمة الحق لدى السلطان الجائر.
كنت أتصور أن ينحاز حزب البناء والتنمية لما انحاز إليه حزب النور مثلا، فالنور يلعب دورا وطنيا مهما فى التقريب بين القوى السياسية، ويعرف أن دوره هو فى تصويب سلوك السلطة، لا فى مبايعة هذه السلطة فى الحق والباطل، والحقيقة أننى كنت أنتظر هذا الدور المتفرد من حزب البناء والتنمية، باعتبار أن من ذاق الظلم، يعرف معنى العدل، أما موالاة السلطان، وقبول استخدام اسمكم لتهديد أعداء السلطان، فهذا ليس من القيم السياسية التى كنتم تربون الناس عليها، وأنتم، تحديدا، لا يمكن أن تنخدعوا بأن معارضة الإخوان هى معارضة للإسلام، لأنكم تعرفون أين يقع الإخوان على خريطة الفهم الصحيح لجوهر هذا الدين.. أم تنسون ما كنتم تقولونه من قبل؟!.
كونوا مع الناس، وأعينوا إخوانكم فى السلطة بردهم عن بناء دولة بالكامل على الباطل القانونى، وعلى التهديد بالعنف والدم والانتقام.
أرشدوا الرئيس للصواب نحو دولة الحق، بدلا من أن تعاندوا الناس فى مطالبهم المشروعة، وتخسروا بتقديمكم مجددا كدعاة عنف.
أقولها محبة لكم، وخوفا على مصر.
موضوعات متعلقة..
خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": العناد يذبح الأمل.. وقد كنا نحلم ببعض الأمل!
خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": الاطمئنان الرئاسى لأحداث «0 3 يونيو»
خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": حتى لا نكره مُصالحاتكم مع رجال الأعمال!
مشاركة