الكاتب الكبير أسامة غريب ارتكب جريمة كبيرة، لذلك فوجئ منذ عدة أيام بقوة من تنفيذ الأحكام تطرق باب بيته وتطالبه بأن "يُشَرِّفَ" قسم شرطة المقطم لكى ينفذ حكما بالسجن، وحكما بغرامة (عشرة آلاف جنيه مصري)، كل ذلك فى جناية سب وقذف.
أسامة غريب كاتب من طراز فريد، لا يخشى أحدا، وليست هذه هى القضية الأولى التى ترفع ضده، ولن تكون الأخيرة.
بكل ثبات ذهب أسامة غريب مع قوة تنفيذ الأحكام إلى قسم الشرطة، وبات ليلته فى هناك، ودفعت الغرامة صباح اليوم التالى، وعاد سالما معززا مكرما إلى بيته.
فى اليوم التالى اتضحت تفاصيل الموضوع، فالقضية المزعومة التى "جرجروه" من أجلها إلى القسم رفعها وزير الداخلية الفاشل "منصور العيسوى"، واتهم فيها الكاتب الكبير بأنه يكدر السلم العام، وأنه "يهيج" الجماهير، وإلى آخر هذه التهم المحفوظة، وكل ذلك بسبب مقالة كتبت فى جريدة التحرير فى نفس اليوم الذى طارت فيه عين البطل أحمد حرارة (26 نوفمبر 2011)، وكأن الكاتب هو من أطلق الرصاص على أعين الثوار فى أحداث محمد محمود !
إن الجريمة الحقيقية هى أن يتواطأ رجال وزارة الداخلية مع وزيرهم السابق منصور العيسوى لكى ينكلوا بكاتب محترم لكى يبيت ليلة فى مكتب مدير المباحث لكى يفاجأ فى اليوم التالى أن وزارة الداخلية قد أضافت عقوبة السجن، وأن الحكم قد صدر بالغرامة فقط !
الكمبيوتر الخاص بتنفيذ الأحكام بمصلحة الأمن العام أضاف – بحول الله وقوته وقدرته –حبس أسامة غريب عاما بجانب الغرامة ! كمبيوتر وزارة الداخلية له حاسة سادسة، تستطيع أن تلمح المثقفين والكتاب! كمبيوتر وزارة الداخلية.. يا عينى عليه!
سيتم تقديم شهادة رسمية من محكمة الجنايات تفيد بدفع المتهم الغرامة الموقعة عليه، وذلك لتعديل الحكم المدون بوحدة تنفيذ الأحكام بمصلحة الأمن العام، علما بأن ذلك الحكم مطعون عليه بالنقض وبه شق مستعجل لإيقاف عقوبة الغرامة، وكان أولى بإدارة تنفيذ الأحكام الاتصال بالكاتب لإبلاغه بضرورة دفع الغرامة بدلا من احتجازه لتنفيذ عقوبة الغرامة.
لا أنسى هنا أن جريدة التحرير تتحمل جزءا من المسئولية عما حدث، حيث إن أحدا لم يبلغ الكاتب الكبير بصدور حكم ضده أصلا، ولم يتحرك أحد لاحتواء الموضوع قبل أن يجرى ما جرى، ولكن من الطبيعى أن تنسى جريدة التحرير إبلاغ أسامة غريب بالحكم، فقد كان عبئا ثقيلا على الجريدة "الليبرالية"، وتعرض لمضايقات كثيرة فيها، ومنعت له عدة مقالات من رئيس تحريرها "الليبرالى العظيم" إبراهيم عيسى، حتى ترك أسامة غريب الكتابة فيها.
إن ما جرى فى هذه الليلة تم احتواؤه لأن بطل القصة رجل ملء السمع والبصر، وإنى لأتساءل ما الذى يحدث للغلابة الذين يتعرضون لمثل هذه المواقف؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هندى طه
يا الدفع يا الحبس
عدد الردود 0
بواسطة:
فلفل المصري
يا استاذ عبد الرحمن
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمة الزهراء
أسامة ليس بغريب
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن غالب
أين أنت يا رجل؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمة الزهراء
أسامة ليس بغريب
عدد الردود 0
بواسطة:
masry
عجباً