مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت بكل الود رسالة من الأستاذ علاء أبوالنصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية حول ما كتبته هنا، ناقداً لما أسميته.. قبول حزب البناء والتنمية، وقيادات الجماعة الإسلامية لعب دور «فزّاعة العنف» بين يدى السلطة الآن، واحتراماً منى لحق الرد، أترك هذه المساحة لنشر كلمات الأستاذ علاء أبوالنصر بالكامل..
طالعت اليوم مقال الأستاذ خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»، وهو إعلامى بارز، غنى عن التعريف، وخالد صلاح يختلف عن أى إعلامى آخر، لأنه تربطه منذ القدم بالجماعة الإسلامية زمالة «البرش»، فهو خبير بنشأة وتطور الجماعة الإسلامية، بل بنفسية وتربية أبناء الجماعة.
أشعر بالصدق فى كلام الأستاذ خالد تجاه الجماعة الإسلامية، من حب وود واحترام، وهو ما يؤكده دائما، ونحن من جانبنا نبادله هذا الاحترام، ولكن أوجّه له عتاب المحبين، وأهمس فى أذنيه ببعض الكلمات:
أولا: الجماعة الإسلامية التى واجهت الظلم والطغيان، وضحت بزهرة شباب أبنائها، لا ترضى أبدا أن تلعب دور الفزّاعة أو الديكور.
ثانيا: أوافقك الرأى أن الجماعة الإسلامية طالما نافست جماعة الإخوان المسلمين منذ أواسط السبعينيات، ولاقت منهم الكثير ولا تزال، وهذا يؤكد - عكس ما ذكرت - أن الأمر مسألة مبدأ، والمبادئ لا تتجزأ، هذا يؤكد أن الجماعة الإسلامية لا تنظر إلى مصلحتها، أو تنتقم لنفسها، وإنما هى دائما تعلى المبادئ والقيم، وها هى اليوم تنحاز لتلك القيم، وتناصر الشرعية، وتقف بجوار الإرادة الشعبية.. إن الجماعة الإسلامية، وحزبها، لا ينصران الرئيس، بل ينصران شرعية وإرادة شعب.
إن الجماعة الإسلامية، وحزب البناء والتنمية، لا ينحازان لجماعة الإخوان المسلمين، بل ينحازان لمصلحة الوطن.
إن الجماعة الإسلامية، وحزب البناء والتنمية، لا يحابيان فصيلا، ولا تيارا معينا، بقدر ما يعليان من شأن دولة المؤسسات، والقانون، ويسعيان لاستكمال مؤسسات الدولة.
الأستاذ خالد صلاح.. لقد اتهمت قيادات الجماعة وحزبها أنهم ضلوا، وظنوا أنهم يخدمون الدين، وكان الأولى بك أن تعرض وجهة نظرك، ووجهة نظر الجماعة الإسلامية، وتترك للقارئ الحكم، لا أن تحكم أنت بهذا الحكم القاسى، وأنت تعلم أن الجماعة الإسلامية، وحزبها، لا يسعيان إلا لنصرة الدين، وخدمة الوطن.. قد يصيبان، وقد يخطئان، ولكن من الخطأ الشديد أن تتهم غيرك بالخطأ والضلال لمجرد أنه يختلف معك، وليس هكذا يكون الإعلام المحايد.
إن الضلال هو محاولة إعادة إنتاج النظام القديم، والمناداة بإقصاء رئيس منتخب إن الضلال هو التلاعب بالألفاظ، وتصوير مساندة الشرعية بأنها مواجهة لشارع غاضب، إن الضلال هو تسمية البلطجة، وحرق المنشآت، وقطع الطريق، مظاهرات سلمية إن من الضلال إيهام الناس أن إخفاقات السلطة اليوم، يتحملها النظام الحالى وحده، ونتناسى كوارث ورثناها من النظام القديم، ويؤجج نارها بقاياه.
نحن دائماً نتحرى الحق.. قد نخطئه، ولكننا نتحراه، وهذا أحسن سبيلاً من الذى يريد الباطل فيصيبه.
لقد شكر الأستاذ خالد صلاح حزب النور، وطالب حزب البناء والتنمية بأن يحذو حذوه.. بالرغم من أننا نكن كل احترام وتقدير لحزب النور.. لكن لماذا يطلب منا الأستاذ خالد أن نحذو حذوهم، بالرغم من أن حزب النور يغرد خارج سرب الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، أو كاد. والعقل يقتضى أن ينحاز حزب النور إلى الأحزاب الإسلامية، والأحزاب الأخرى التى ترى الانحياز إلى الشرعية، بالرغم من انتقادنا لمؤسسة الرئاسة، والحكومة.
وختاماً أشكر الصديق العزيز الأستاذ خالد صلاح على مشاعره الطيبة تجاه الجماعة الإسلامية، وحزبها البناء والتنمية، وأشكر له وطنيته، وغيرته على بلاده، ولكنى أسرّ له قولاً أطالبه فيه بأن ينحاز إلى الشرعية، وإرادة الشعب، لا أن يساهم فى هدم مؤسسات، وتخريب البلاد، متوهماً أنه يعارض الرئيس.. فالمعارضة لها آلياتها، ووسائلها المعروفة، أما هدم الشرعية، وتثبيط استكمال بناء مؤسسات الدولة، فليس من المعارضة فى شىء.
الأمين العام لحزب البناء والتنمية
علاء أبوالنصر
تعقيب:
تحيتى للأستاذ علاء، ولزملاء قدامى قاسمتهم الأسى فى مطلع حياتى.. ومع احترامى الكامل للرد، فإننى ألحظ أن هذه الكلمة اعتمدت على دفع اتهاماتى، لكنها لم تقدم لى دليلاً حقيقياً على أن الحزب أو الجماعة، قد قررا أن يقوما بدوريهما فى رقابة السلطة، وليس الدفاع عن السلطة فقط.. فدور الأحزاب ليس مساندة السلطة على أساس «الشعارات الدينية أو السياسية التى تستخدمها»، لكن رفع أذى هذه السلطة عن دولة القانون، ومساندة طموح هذه الأمة فى بناء مؤسسات حقيقية للعدالة، والرقابة على سلوك هذه السلطة، ما إذا كانت تعمل للمصلحة العامة، أم لمصالح تنظيمية ضيقة.
والسؤال: هل تعتقدون أن كل أداء الرئيس مرسى عادل وقانونى، وكل سياسات الحكومة وقراراتها منصفة ومنحازة للناس؟.. هذا هو السؤال الحاكم الذى يجب أن تتأسس عليه خططكم فى المعارضة أو الموالاة.
تحياتى
موضوعات متعلقة..
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": وعود وزير الداخلية
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": كيف تقبل الجماعة الإسلامية هذا الدور المؤسف؟
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": العناد يذبح الأمل.. وقد كنا نحلم ببعض الأمل!
مشاركة