مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاألوم هؤلاء الذين يتراشقون بالمصطلحات السياسية، ويتبادلون الاتهامات القانونية أو التعبوية من الطرفين (التيار الدينى والتيار المدنى)، لكننى ألوم هؤلاء الإسلاميين الذين يتظاهرون بالاعتدال والسماحة، فيما لا تقلقهم مصطلحات التكفير التى تسترد عافيتها من جديد، وتوجه كالبرق إلى خصوم السلطة، دون أن يطرف جفن لهذه السلطة، ودون أن يخرج رجل من رجالاتها غيور على هذا الدين، ليضع حدا لهذا الإفراط التكفيرى، العلنى منه والمستتر، الفقهى منه والحركى، فهذه الأفكار التى تطرب لها قلوب أنصار السلطة اليوم، قد تكون وبالا على السلطة وأنصارها لاحقا، فى الدنيا وفى الآخرة.
تحويل المعركة على السلطة من ساحة السياسة إلى ساحة الدين، واستدعاء النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وسير المسلمين الأوائل من صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، وتابعيه، يحفران مقبرة جماعية لهذا البلد.. والسكوت السياسى من قيادات هذا البلد على هذه اللغة التكفيرية الجديدة ضد المعارضة السياسية، يحول البلاد إلى دار حرب، بعد أن كانت دار إسلام. فهؤلاء الذين كانوا يكفّرون مبارك وحده فى الماضى، باعتباره طاغوتا لا يطبق شرع الله، وقتلوا تحت شعارات التكفير الآلاف من أبناء هذا البلد، صاروا اليوم يكفّرون شعبا بأكمله، ويعتبرون معارضة الحاكم كمعارضة عثمان بن عفان رضى الله عنه، والوقوف فى وجه الظلم، أو الاشتباك مع حالة الإخفاق السياسى فى البلد شأنها شأن خروج اليهود على النبى، صلوات الله عليه، فى المدينة المنورة بعد الهجرة، فلا هم خجلوا من تشبيه السلطة بالنبى وصحابته، ولا هم وجلت قلوبهم من الله تعالى من تطبيق أحكام الإسلام فى اليهود المحاربين على إخوانهم فى الدين، والوطن من المسلمين الغاضبين من السلطة، والمعارضين لسياساتها فى الحكم والإدارة.
هذه اللغة التكفيرية دفعت ثمنها مصر، ودفعت ثمنها أيضاً الدعوة الإسلامية، وهى لغة حطت من شأن الداعين لها فى عيون الناس من قبل، وعزلت التيار الإسلامى لسنوات عن ظهيره الشعبى الذى لم يتعاطف أبداً مع إطلاق أحكام الكفر على أناس يشهدون أن لا إله إلا الله، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ولكن كل خطاياهم فى أعين مكفريهم أنهم لا يثقون فى هؤلاء الذين يجعلون من الدين وسيلة للوصول إلى السلطة، ويستخدمون شريعة الله فى الحشد والتعبئة، ثم حين يمكّنهم الله من الأرض لا يعرفون له شرعاً، ولا يقيمون له حكماً، ولا يعاملون الناس بالحسنى التى أمرنا بها الله تعالى.
قد يفرح بعض الذين ينسبون أنفسهم إلى تيار الاعتدال بهذه اللغة التكفيرية، باعتبارها ضمن أعمال التعبئة والتحريض، لكن السحر قد ينقلب على الساحر قريبا، فالذين يتصورون اليوم أن بأيديهم سيف التخويف التكفيرى، قد يدخلون هم أنفسهم إلى حظيرة التكفير لاحقا، عندما تعلو المزايدات الدينية، وتشتعل بورصة القراءات الفقهية المبتسرة للواقع السياسى فى مصر، وليتذكر قيادات الإخوان أن رجلاً مثل أيمن الظواهرى كان يحكم عليهم بالتكفير من قبل، عندما كانوا يرفعون راية الديمقراطية فى زمن مبارك، وإذا كان أشباه الظواهرى يخدمون الإخوان بهذا الفزع التكفيرى اليوم، فإن استعادة منطق تكفير الإخوان، ستبقى سيفا يهدد رقابهم لاحقاً.
لا تفقدوا البوصلة الدينية والفقهية والوطنية، ولا تستحضروا ماردا قد يكون الاعتدال والمعتدلون أول ضحاياه.
احذروا وراقبوا تجارب السبعينيات.
هذا الدين، وهذا البلد.. من وراء القصد
موضوعات متعلقة..
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": شباب 30 يونيو يرفعون شعارات السلمية.. فلماذا يتحدث الآخرون عن الحرب الأهلية؟!
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": إلى السيد الرئيس.. اخسر أنت مرة معركة تكتيكية صغيرة لتربح مصر انتصاراً استراتيجياً أعظم
◄خالد صلاح يكتب" كلمة واحدة ": انصر الإسلام
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
جماعة الإخوان (القطبيين منهم ) هم أصل فكرة التكفير والهجرة
عدد الردود 0
بواسطة:
عنتر زمانه
نقطة نظام
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
اذا رأيت رجل الدين يتكالب على الحكم فلا توله ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
المشهد يدعم الفكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الرئيس الجديد والشعب الجديد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله محمد
الاستاذ خالد صلاح
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى
أتفق تماما مع التعليق رقم ( 1 )
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
والله لنحررك يا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
أكيد البلاك بلوك والبلطجية والفلول جهزوا زجاجات المولوتوف خلاص لذلك فموعدنا 30/6
أكيد البلاك بلوك والبلطجية والفلول جهزوا زجاجات المولوتوف خلاص لذلك فموعدنا 30/6
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن
رد على رقم ( 11 )