هذا هو عنوان مسرحية كانت تقدم على مسرح جمعية الشبان المسلمين فى رمسيس والمسرحية تحكى عن مجريات ما حدث بعد ثورة يناير وكيف خطف الإخوان الثورة واختطفوا مصر ونكلوا بالثوار وسجنوهم. حتى هؤلاء الذين وقفوا معهم وأوصلوهم للسلطة باعوهم وقبضوا الثمن وواصلوا مراحل التمكين والسيطرة وفرطوا فى ثوابت الدولة الوطنية وفى الحدود والماء والهواء حتى أصبح المواطن غير آمن فى بيته وغير آمل فى غده وغير ساكن أو مطمئن تحت سقف الوطن.
الجميع يشعرون أن الإخوان هم التتار الجدد لا هم لهم إلا ممارسة أقسى درجات التمكين وأبشع أشكال التملك والامتلاك وإشباع شهوة السلطة وغرائز البقاء فوق العرش مهما كان الثمن والتضحيات، كل هذه المعانى ترصدها المسرحية التى كتبها وأعدها وقدمها على خشبه المسرح شباب هواة والذين لا يبغون ربحا أو مالا أو منصبا لأنهم معارضون لمن يمنحون المناصب، وإنما كل غايتهم هو التعبير عن أنفسهم فنيا وسياسيا وهو ما حدث.
ويبدو أن أخبار المسرحية وهجوم أصحابها على الإخوان وصلت للمحيطين بجمعية الشبان المسلمين وعلم الإخوان بهجومها عليهم، بعدها تم اختطاف مخرج المسرحية من أمام مسرح الشبان المسلمين من قبل مجهولين وهذا لعمرى حدث جلل لم يحدث فى أقوى وأبشع أنظمة الاستبداد والفاشية. وحتى كتابة هذه السطور لا أحد يعلم مصير الشاب المخطوف والمسرحية توقفت وهو المطلوب تحقيقه، ولذلك أقول لزملاء المخرج المخطوف بأن هؤلاء الفاشيين حققوا ما أرادوا بتوقف المسرحية وتحققت هزيمتهم وهذا الموقف لا يليق بمن يحارب الظلم والاستبداد والقهر بالإبداع والفن، فالكلمة الحرة أقوى من الرصاص والنابالم والفن المقاوم هو الباقى والخالد أمام كل طيور الظلام ودعاة الفاشية بكل أشكالها والتاريخ يحمل كثيرا من الدروس، هل يتذكر أحد الطغاة الذين منعوا كتب جاليلو أو ابن رشد أو أشعار الحلاج أو رسوم سلفادور دالى، كل الجبناء الطغاة أنصار المنع والقهر صاروا فى قاع التاريخ والباقون الخالدون بحروف من نور هم حاملو مشاعل الحرية والعدل والمساواة لكل البشر فلا نامت أعين الجبناء.