صدق أو لا تصدق، قيادى إخوانى يعلن استعداد الجماعة لإرسال 12 ألف مقاتل للاستشهاد فى سبيل الله، ولنصرة الثورة السورية.. الكلام كان أمام المشاركين فى المظاهرات الإخوانية بالإسكندرية الجمعة الماضى للتنديد بجرائم بشار الأسد، ولا أستطيع منع نفسى من طرح مجموعة من الأسئلة التى أرجو ألا يعتبرها الرئيس مرسى ومستشاروه من قبيل المزايدات المرفوضة.
لماذا لم يتظاهر نشطاء الإخوان ضد إثيوبيا عندما حولت مجرى النيل الأزرق، وشرعت فى اتخاذ خطوات عملية ملموسة لبناء سد النهضة الذى يعتبره الخبراء أخطر تهديد للأمن القومى لمصر؟
لماذا لم يتظاهر نشطاء الإخوان عندما تكررت الاعتداءات على جنودنا فى سيناء؟
لماذا لم ينظم نشطاء الإخوان مظاهرات عندما أعلن السودانيون عن بقاء حلايب وشلاتين تحت الإدارة السودانية، ومر الكلام تحت ذقن الرئيس كالدخان؟
لماذا لم يتظاهر نشطاء الإخوان مع تراجع إنتاج الغاز الطبيعى، وتزايد فترة انقطاعات الكهرباء، فضلا على سوء الإدارة والارتباك السياسى الذى دفع شركات النفط الكبرى عن تجميد استثماراتها طويلة الأجل فى التنقيب عن حقول جديدة داخل أراضينا؟
لماذا لم يتظاهر نشطاء الإخوان احتجاجا على ضعف الخدمات، وتزايد معدلات البطالة والتضخم، وتفاقم الانفلات الأمنى والبلطجة والجرائم الشاذة؟
لماذا ولماذا ولماذا.. قائمة طويلة من الأسئلة الاستنكارية عن سلوك جماعة الإخوان الاستعراضى الذى لا يستهدف إلا عمل «شو دعائى» وفق تخطيط مكتب الإرشاد، لكن الاستعراض الأخير أفلت منهم كما أفلت منهم استعراض ميليشيات الأزهر عام 2006، وعلينا أن نتوجه بالسؤال إلى الرئيس مرسى، ووزيرى الدفاع والداخلية عن طبيعة الـ 12 ألف مقاتل الذين يتحدث عنهم القيادى الإخوانى، وعن إمكانية توجيههم للقتال فى سوريا.
هل تقبل دولة المؤسسات أن يكون فيها جيش شعبى أو ميليشيا جاهزة لتنفيذ مهام قتالية، حسب تصريح القيادى الإخوانى؟، ما الموقف القانونى لهؤلاء المقاتلين؟، ومن يمولهم وينفق على تدريبهم وتسليحهم؟، ومن يملك إعطاءهم أوامر بالتحرك وتنفيذ المهام فى الداخل أو فى الخارج؟