شرفت السبت الماضى بدعوة من الدكتور هانى وديع، منسق الملتقى القبطى السكندرى، للمشاركة فى ندوة فى ذكرى فرج فودة بعنوان «الفكر مقابل الاغتيال» أدارها سمعى أسعد، اتسع المسرح الإيطالى بمركز الجزويت الثقافى بما ضاق به صدر الوطن، كان فرج فودة يعيش فينا من خلال الفيلم الذى أنتجه الملتقى، سيناريو وإخراج صموائيل طانيوس ونشأت سامى، هدير موج تساؤلات الحضور علا على كلمات المتحدثين الرئيسيين، ومن البحر إلى الشط الكل ينتظر «نوة» 30 يونيو، رائحة اليود وطعم الحرية انبثقا من كلمة د. هشام صادق رئيس جمعية التنوير وحقوق الإنسان بالإسكندرية، أتتنا كلماته من غرب إلى شرق المتوسط، عن العولمة وإضعاف الدولة القومية، وجدل العلاقة بين مدنية الدولة وعلمانيتها، صرحت كلمات د. منير مجاهد مؤسس مصريون ضد التمييز الدينى مع طيور النورس، ليقدم لنا مشروعا حضاريا ضد التمييز فى التعليم والإعلام والثقافة، مبشرا بالوطن القادم من أعماق الجرح، ومتفقها فى العلاقة بين العلمانية والمدنية، من جيل إلى جيل تبحر سفينة الحرية، لننتقل إلى عاشق جديد يكمل ضحكة الثغر، مؤمن سلام رئيس تحرير موقع مصر المدنية، من عمق التاريخ وعمق الجرح، يحدثنا سلام عن فقة التكفير للجماعات المتأسلمة، ويؤكد لنا على أن المراجعات لتلك الجماعات ما هى إلا «تقية»، يستخدمها الإسلاميون فى زمن الاستضعاف، يسلمنى سلام دفة الحديث حينما يؤكد على أن العنف سمة من سماتهم، كان البحر يحدثنا بأسراره، من عمق الضمير تلطخت وجنتا الشط بالدماء، كان المتشددون «الوثنيين» يسحلون مار مرقص، ويرد المتزمتون الأقباط بسحل «هابتيا»، قفزت الأرقام من الذاكرة إلى الحاضر، من 1972وحتى 1997شنت الجماعات الإرهابية حربا على الدولة المصرية، دفعنا فيها «581» شهيدا و5221 جريحا، بمعدل ما يقرب من «3 شهداء و25 جريحا شهريا»، ولكن بعد أن وصلوا للسلطة سواء التشريعية أو الرئاسية والتنفيذية، ازدادت معدلات العنف الدموى، ومن إبريل 2011 وحتى مايو 2013 قتل «208 وجرح 3012 جريحا» أى بمعدل «9شهداء» شهريا، أى أن معدلات العنف المتأسلم زادت من زمن وجودهم فى المعارضة إلى زمن استلامهم السلطة ثلاثة أضعاف!! مما يؤكد ما ذهب إليه مؤمن سلام، ناهيا عن تفكك الدولة والحرب الدائرة فى سيناء، حيث قامت الجماعات الجهادية التكفيرية، «من 29 يوليو 2011» تاريخ الهجوم على قسم ثان العريش وإعلان سيناء إمارة إسلامية وحتى يونيو2013 بـ«124 عملية» ضد الشرطة والقوات المسلحة قتل وجرح فيها «214» وتم تفجير خطوط الغاز 27 مرة، وقطع الطرق 197مرة، واختطاف سائحين 49 مرة، وتطهير عرقى لمن ليس منهم فى رفح.. إلخ، كذلك لم يتوقف الإسلاميون عن الاغتيال لخصومهم، ومنهم الشيخ خلف المنيعى وولده محمد والضابط محمد أبوشقرة، ومحمد الجندى ومحمد كريستى وآخرون.
لكن القاعة كانت مشغولة بـ30 يونيو، 20 متحدثا 16منهم أى %80 تحدثوا عن الثورة و30 يونيو!! ومن تبقى تحدثوا عن فرج فودة، وثار جدل فقهى حول العلمانية والمدنية، وتبقى ضحكة الثغر تطل من بين بريق عيونها التى ظلت تدعونى إلى الدخول للغريق، شعرها الأسود يختلط بلون الرايات السوداء، هل أبحر نحو الحلم الذى تدعونى له عروس البحر؟ رائحة اليود طعم الثغر، دماء فودة وهيباتيا ومرقص والجندى وكريستى ونداءات نوة 30 يونيو وسحر عينيها يدعونى للموت حبا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
أبشرك...... حلمكم في 30 يونيو سوف ينقلب عليكم كابوساً بإذن الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العظيم
رحلة الحرية