البعض فى حزب الرئيس الإخوانى محمد مرسى مازال يتساءل: لماذا يغضب الناس من مرسى؟، ولماذا لم نعطه فرصة مثل مبارك وغيره؟، ولماذا تريدون عزله يوم 30 يونيو وهو رئيس منتخب؟، وغيرها من الأسئلة التى لا تقدم ولا تؤخر، بعد أن أعلنت الأغلبية من الشعب أنها تريد إسقاط الرئيس، وهو نفس الشعار الذى زلزل عرش مبارك، ونجح فى الإطاحة بالطاغوت الذى استمر 30 عاما، فهل يفشل هذا الشعب لو خرج بكامل قوته وعدته، أم أنه سينجح فى الإطاحة بمرسى وحزبه وجماعته، هذا فى حالة إذا ما نزل الشعب المصرى بالملايين كما حدث يوم 11 فبراير يوم تنحى مبارك؟. وإذا أرادت جماعة الإخوان المسلمين أن تعرف لماذا كل هذا الغضب، فإننا نقول لهم إن الرئيس محمد مرسى وعد الشعب وأخلف وعده فى كل المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، ولم يقدم لا مشروع نهضة ولا يحزنون، حتى سياسته الخارجية فشلت بدرجه %100، أى أنه بعد عام كامل لم يعد لنا سوى قطر عربيا، وأمريكا عالميا، وغير ذلك كل الدول رفضت أن تقف معنا بسبب سياسة مرسى الغريبة جدا، والتى لا ترقى باسم مصر العظيم، وتدهور بنا الحال أكثر من أيام مبارك، وبدأ الشعب يستعد لثورة جديدة أخشى أن تتحول إلى هوجة أخرى تكون نتيجتها أسوأ من نتائج 25 يناير.
وبعيدا عن الكلام الإنشائى نستطيع أن نؤكد بالأرقام أن مرسى وعد فأخلف، فاستحق أن يعزل، والأرقام تتحدث عن نفسها، فقد تراجعت احتياطيات النقد الأجنبى إلى 13.5 مليار دولار بنهاية فبراير من 36 مليار دولار قبل اندلاع الانتفاضة، وتباطأت وتيرة تراجع الاحتياطيات بشكل كبير فى الشهر الماضى، غير أن الاحتياطيات تراجعت نحو 865 مليون دولار شهريا منذ نهاية 2010، وهو ما يعنى أن المستويات الحالية لن تدوم أكثر من 15 شهراً إذا استمر التراجع بهذه الوتيرة، وإذا نفدت الموارد المالية لمصر بالعملتين الأجنبية والمحلية، فمن المرجح أن ينهار نظام الدعم، وتشهد البلاد نقصاً فى السلع، وارتفاعا فى الأسعار، فى عودة فوضوية إلى السوق الحرة، وهذا السيناريو من الاضطراب فى أكبر بلد عربى من حيث عدد السكان يدعم رأى من يقولون إن قرض صندوق النقد حيوى.. هذه الأرقام هى الكاشفة لكل أكاذيب مرسى، وحكومته، وجماعته، والكاشفة لكل أكاذيب الإخوان، ومازلنا ندق ناقوس الخطر حتى يصحو مرسى من نومه.