د. حامد طاهر

ثلاثة معسكرات.. وليس اثنين!

الجمعة، 21 يونيو 2013 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظن كثير من المحللين السياسيين أن الثورة المصرية قد تمخضت عن معسكرين كبيرين هما: الحزب الحاكم (الإخوان وتوابعهم)، والمعارضة وتجمعاتها، لكن الواقع فى تحليله الدقيق يبين أن لدينا الآن فى مصر ثلاثة معسكرات لكل منها عقيدته السياسية وأهدافه الثابتة.

أما المعسكر الدينى القائم بالحكم حاليا فهو غير قادر على دفع السفينة إلى الأمام ولذلك أسباب كثيرة، منها أنه يواجه تركة ثقيلة جدا من المشكلات المزمنة والمستعصية من الأنظمة السابقة والتى كان يتم إرجاء حلها فضلا عن بحثها تحت شعارات جماهيرية براقة ومخدرة، ومنها كذلك إقصاء هذا المعسكر لكل المخالفين له فى التوجه وبالتالى استبعاد مختلف الكفاءات التى تزخر بها مصر، ومنها أخيرا محاولة تحقيق حلم الخلافة الإسلامية فى عصر لا يسمح بها وخاصة بعد قيام الدول القومية ذات الحدود المعترف بها والمقننة دوليا، فإذا أضفنا إلى ذلك كله أن الشعب المصرى الذى عانى طويلا من الفقر والمرض والجهل إلى جانب العسف والطغيان يريد بعد أن قام بثورته الرائعة أن يغير على الفور كل ذلك ولو بضربة واحدة.

وأما معسكر المعارضة فهو يتكون أساسا من الطامحين أو المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية بعد أن انضم إليهم أنصار الدولة المدنية والاشتراكيون والناصريون والقوميون.. وهؤلاء على الرغم من تباين اتجاهاتهم يرفضون رفضا قاطعا وجود الدولة الدينية، كما يعملون على إظهار فشل القائمين عليها من خلال وسائل الإعلام التابعة لهم وكذلك المظاهرات والاحتجاجات التى يدعمونها، ويلاحظ وجود أفراد وأحزاب هامشية فى معسكر المعارضة لا تحمل ولاءً حقيقيًا لفكرتها ويبدو أنها تصطف معها فقط لحين الحصول على مكسب شخصى خاص بها.

أما أسوأ أخطاء معسكر المعارضة فهو عدم الجراة والشجاعة فى إعلان اسم زعيم واحد له حتى يقف الشعب على معرفة البديل القادم لقيادته بعد رحيل النظام الحالى.

يبقى المعسكر الثالث والذى ظن الجميع أنه قد اختفى تماما بعد قيامه بالثورة نتيجة ما تعرض له أبطاله الحقيقيون من قتل وإصابات وسحل فى الميادين ثم إلقاء فى غياهب السجون ومحاولة إقصاء متعمدة عن أنظار الجماهير فإن أكبر أخطاء هذا المعسكر كانت تتمثل فى تركه الميادين عقب رحيل مبارك وتسليمه زمام الثورة المتفتحة لمن داسها بقدميه وأضاع رونقها.

لكننا كنا واهمين فإن شباب هذا المعسكر ما لبث أن عاد إلى الحياة من جديد، وخاصة بعد أن عانى وراقب وأدرك الكثير من الحقائق وألاعيب السياسيين. ومشكلة هذا المعسكر أنه لم يعلن بعد عن قائد أو زعيم له وهذا أمر ضرورى فى الحياة السياسية.

والآن من هو المعسكر الذى سيكتب له النجاح؟ أنه المعسكر الذى سيحافظ على تماسكه الداخلى، وفى نفس الوقت يقنع الشعب المصرى بأنه الأقدر على حل مشكلاته الراهنة والانطلاق به إلى آفاق أرحب، بشرط عدم الوقوع فى دوامة التعصب وإقصاء أتباع المعسكرين الآخرين.







مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده الجمل الأسوانى

انت واهم

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف السويفي

تحليل رائع من شاعر رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اين الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن حسام الدين

المعسكرات الموءثرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة