أكرم القصاص

النابذون والمنبوذون.. ولا للعنف بكل عنف

السبت، 22 يونيو 2013 06:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا زمن يلعب فيه الفيل الطاولة، ويشرب فيه الكلب القهوة، وينبذ فيه الإرهابى العنف، وهو أمر يكشف إلى أى مدى تسير السلطة، وتواجه الخلافات السياسية بالانحياز إلى الداعين والنابذين، فى مواجهة كل من يقول لهم إنهم فاشلون.
ورأينا مؤيدى الرئيس مرسى فى مظاهرات شعارها لا للعنف، ونعم للشرعية. بقيادة كبار الإرهابيين المتقاعدين، وعلى رأسهم كابتن عبدالماجد، الذى مهد لرفض العنف بكل عنف. ولم يتوقف عن إطلاق التهديدات واعتبار كل من يعارض الرئيس كافرا وخارجا ويستحق القتل، ويتوعد بكلمات الحجاج «رأيت رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها».
دعك من هيئة كابتن «نابذ» المستوحاة من أفلام كفار قريش، أو أنه يستعين بكلمات لحكام الدم، وانظر إلى تعبيراته اللينة التى تخلو من الفظاطة، وأقلها قطع الرؤوس وتراه وزملاءه القتلة وقد تلبستهم روح دراكولا وفرانكشتاين، وربما كان هؤلاء أخف دما.
مهد نابذو العنف لرفض العنف بكل أدبيات الجاهلية. وحولوا الخلافات السياسية إلى خلافات بين مسلمين وكفار، ولا يمر يوم إلا ويطلق أنصار النبذ دعاوى القتل والسحق والتقطيع، والمدهش أن السادة كبار «النابذين» أرهبوا وقتلوا وسرقوا من أجل مقاومة الديمقراطية والانتخابات والدول الكافرة، والآن يمجدون الصناديق، ويعتبرون غيرهم «زناديق»، ولا مانع من هذا إذا كانوا تابوا وأنابوا، لكنهم يصرون على تحويل الصراع السياسى إلى حرب مسلمين وكفار، مع أنهم أول من ربح من الخروج على الشرعية فى يناير. ولا يلتفتون إلى ما حولهم من أزمات بسبب نظام فاشل وعاجز وحكومة عاجزة وغائبة عن الوعى، لكن طبعا الحكومة ترى فى هؤلاء مجاهدين من أجلها، وتخصص لهم وزارة الإعلام كل دعم وتغطية.
ولا شك فى أن السادة مؤيدى الرئيس ينبذون العنف بكل عنف، ولهذا رأينا استعراضات القوة بالسنج والسيوف فى مظاهراتهم، تأكيدا على رفضهم التام للعنف والدم، وتماشيا مع تصريحات كبار جزارى الإرهاب ورعاة التسامح والرقة من أمثال عبدالماجد أو وجدى أو «سفوت» وباقى نجوم الزعيق والصراخ، ممن حصلوا على حرياتهم بفضل شباب يدعون اليوم لقتله بكل نبذ.
وهو أمر انتبه له عقلاء الإسلاميين فى حزب النور والهيئة السلفية. وكما قال عمرو نبيل عضو المكتب السياسى لحزب «الإصلاح والنهضة»، فإن «الشباب الذى حمل روحه على كفه يوم 25 يناير هم من حررونا من أمن الدولة»، واعتبر أن فتاوى قتل المتظاهرين فى 30 يونيو تجر مصر إلى ويلات يصعب معالجتها، نبيل يرفض العنف والفوضى من أى تيار، وينبه لكيفية تحول نابذى العنف إلى مروجين وداعمين للعنف والفوضى، لكن من يسمع فى زحام إرهاب النابذين، والمتكوكبين ممن حصلوا على حرياتهم واليوم يعتبر النابذون الشباب الذى حرروهم كفارا يستحقون القتل.
ومن حيث يعتقد كبار المحوقلين من دعاة «العنف المنبوذ» أنهم يؤيدون مرسى، فإذا بهم يؤكدون أنه ليس رئيسا للمصريين وإنما لأنصاره، ويضاعفون من تعقيد المشهد، ولا يتركون لشرعية الرجل فرصة لتنمو وتتسع، أو للعملية السياسية أن تتفاعل. ويواصلون رفض العنف بالعنف والدم والصراخ الجبان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة