لعل أكثر نقاط ضعف نظام الإخوان الحاكم هى افتقاره للإبداع، وهذا طبيعى لأن «ذهنية السمع والطاعة» لا نتوقع منها إبداعا فى معالجة المواقف بحنكة وحكمة، فمن تربى على الطاعة لن يقبل ممن يحكمهم أقل مما قدمه هو شخصيا من طاعة عمياء منذ انخراطه فى التنظيم، وهذا يفسر سرّ الإلحاح على الحديث عن المؤامرات تارة، واتهام «الفلول» تارة أخرى كلما واجهتهم أزمة دون أن يفصحوا عن تفاصيل تلك المؤامرات الموجودة فى مخيلتهم وسلوكهم، فكل يرى الناس بعين طبعه، وأعترف أن جماعة «الإخوان» بارعة فى صناعة المؤامرات منذ نشأتها حتى وصولها للحكم.
أما حديث الفلول فقد أصبح يثير الغثيان، ففى المهرجان الذى حمل عنوانا خاطئا «نصرة سوريا» لكن الهدف الحقيقى عبّر عنه مرسى فى نهاية كلمته بإطلاق الاتهامات المرسلة للمعارضين بأنهم «واهمون وأنصار النظام السابق، وبقايا فلوله»، وهددهم بالتعامل بحسم، فى مهرجان لم يحضره سوى «جمهور مصطنع» جرى حشده من أنصار الجماعة، وأظنه سيكون «حفل اعتزال».
لا أفهم كيف يكيل الرئيس لمعارضيه هذه الاتهامات المُغلّظة، ولو توقف وبطانته وعشيرته مع ذاتهم لحظة صدق لاكتشفوا أن هؤلاء الذين يسبّهم ويهددهم يشكلون أكثر من نصف الشعب المصرى، فلم يحصل مرسى إلا على أكثر من نصف الناخبين بنسبة ضئيلة، وخلال فترة حكمه خسر ملايين المتعاطفين الذين تحولوا لمعارضته، لهذا فليس مقبولا وصف ملايين المواطنين بفزاعة «الفلول»، مع أن الإخوان كانوا يبرمون الصفقات السياسية المشبوهة مع نظام مبارك، وتربطهم علاقات وطيدة بأجهزة الأمن، وهذا ليس اتهاما مرسلا، بل موثقا فى أرشيف الأجهزة، وذاكرة الضباط الذين عملوا بها.
وبعيدا عن «فزاعة الفلول» فإن أبناء العشوائيات لم يقولوا كلمتهم بعد، وأتوقع انخراطهم باحتجاجات 30 يونيو، فالبلاد بعد مرور نحو عامين على حكم الإخوان تعانى أزمة اقتصادية مستعصية، اضطرت المستثمرين الأجانب للفرار، ليواجه المصريون ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالغذاء والوقود والكهرباء وغيرها.
وبدلا من مواجهة الأزمات يلجأ الإخوان لتحميل «الفلول» المسؤولية، ولو كان هؤلاء بتلك البراعة فلماذا فشلوا فى حماية نظامهم من الانهيار؟ ولماذا لم يقدم النظام الحاكم دليلا واحدا على تورط «الفلول» فى جرائم قتل المتظاهرين وسحلهم فى عدة مواجهات دامية، كانت ميليشيات الجماعة وأنصارها ضالعة فيها؟!
قصارى القول أن النظام الحاكم لا يمتلك رؤية لاحتواء الانقسام السياسى، وبدا عجزه واضحا فى إدارة دولة كبرى كمصر، وحل أزماتها المستعصية، خاصة الاقتصادية والأمنية، لهذا يعلق خيباته على شماعة «الفلول» والمؤامرات الخرافية، مع أنهم بارعون فى صناعتها وافتعال الأزمات، وفقد المصريون صبرهم على هذا السلوك الذى يستخف بعقولهم، ونتوقع كلمتهم الحاسمة نهاية يونيو.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
الفِل الكبير و مُنَظِّرْ التطبيع و التركيع الأكبر في مصر يحاول التغطية على المؤامرة.!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
داري ورقك يا خويا
عدد الردود 0
بواسطة:
ثائر مصرى
خلص الكلام ودقت ساعة العمل والكلمة الاخيرة للشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
عدلى عبد الباقى السيد
يا مثبت العقل والدين
عدد الردود 0
بواسطة:
ملتزم مؤدب بهدوووووووووووووووووووء
سلمية .. أفعال سيسكت عنها من لا يملكون ( شرف )
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان نصار
اتقى الله في مصر يا كبير الفلول
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحق
كل يوم يمر وهذا الرئيس فى موقعه خطر متزايد على مصر!
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل صادق.امستردام
تحية خالصة للفرسان