.. صَفُّونا.. صفًّا.. صفًّا..
الأجهرُ صوتاً والأطول
وضعوه فى الصَّفِّ الأول
ذو الصوت الخافت والمتوانى
وضعوه فى الصف الثانى
أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى
برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل
قالوا: صيحوا.. زنديقٌ كافر
صحنا: زنديقٌ.. كافر
هكذا وصف شاعرنا الكبير الراحل صلاح عبدالصبور حال «جوقة» السلطان المصفقين على طول الخط وشاهدى الزور فى كل عصر وكل زمان عندما كتب فى مسرحيته الرائعة «مأساة الحلاج» هذا المشهد الرائع الذى كان بمثابة شهادة إعدام للحلاج، هذا المتصوف الورع، ولولا هؤلاء الجوقة من شهداء الزور ربما لم يعدم الحلاج، ولكن هذه هى مصيبة الأمة زمان والآن، فكل من أراد ان يحكم ويستخدم كل طرق «الفاشية» لاستمرار حكمه يأتى بمجموعة من هؤلاء ليخرجوا فى مليونية لتكفير من يخالف أو يعارض هذا الحاكم، وهو ما شاهدته كثيرا هذه الأيام، خاصة فيما يعرف «بمليونيات» تأييد الرئيس الإخوانى محمد مرسى وآخرها مليونية «لا للعنف» أو مليونية تكفير وذبح من يطالب بإسقاط مرسى، التى أقيمت أمس ولم تحمل بداخلها سوى كل العنف لأنها ضمت أمثال عاصم عبدالماجد القائل: «قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار»، وشارك بها أيضا رجل مثل صفوت حجازى الذى قال: «اللى يرش مرسى بالميه أرشه بالدم»، هل نصدق مليونية «لا للعنف» وبها من يقول لمعارضى الرئيس: «إنى أرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطفها» كيف نصدق أن من بين من خرج أمس الجمعة فى مليونية «لا للعنف» من يريد خيرا لهذا البلد وبينهم من تلوثت يداها بدماء المصريين، أخيرا نقول لكل من من خرج لحماية الرئيس فى جمعة لا للعنف «اتقوا الله فى مصر التى خربتموها بالدم فى عهد مبارك وتريدون الآن تحويلها إلى أفغانستان فى عهد مرسى يا أصدقاء القاتل عاصم عبدالماجد اصمتوا يرحمكم الله وابتعدوا قليلا من الساحة حتى لا يأتى اليوم الذى نقول لكم كما قال الرسول الكريم لأهل مكة فى عام الفتح «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، اللهم ارحم مصر من كل إرهابى مثل عبدالماجد وحاكم ظالم مثل محمد مرسى، اللهم آمين.