سامح جويدة

«أمريكا» بين نعيم البداية وجحيم النهاية

الإثنين، 24 يونيو 2013 11:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تثق أبدًا فى «أمريكا»، فلن تعرف لها وجهًا، ولن تفهم لها فعلاً، ولن تدرك لها صفة، فهى «الماما» الحنون الكريمة، وهى الساحرة الشريرة اللئيمة.. هى كل ذلك وأكثر، هى الحلم الجميل والكابوس المخيف فى وقت واحد، فلا تنام وهى معك حتى لا تنخدع.. فأمريكا لها ألف وجه.. فتذكر كيف كان وجهها وهى تساند نظام مبارك على مدار ثلاثين عاما وتمده بالمعونة والدعم حتى ملأ البلاد بالبلاء والفساد، وتذكر كيف كان وجهها وهى تمول وتساعد الجمعيات الحقوقية وتدرب التيارات السياسية الوليدة على الثورات والمقاومة وتعدها لإسقاطه بلا تحذير، وتذكر وقوفها لمساندة الثورة، ثم دعم كل تيارات الثورة فى وقت واحد، ووقوفها لرصد استفتاء التقسيم الأول بين «نعم ولا» وضغطها على الجيش ومناصرتها للإخوان والتيارات الإسلامية وإمدادهم بتمويل خيالى قدره الكونجرس بخمسين مليون دولار حتى الآن.. تذكر كل ذلك واسترجع أيضا ما فعلوه فى العراق وأفغانستان، ومن قبلهم ليبيا والصومال وقصصهم فى دعم جيوش أسامة بن لادن، ثم مطاردتهم السينمائية لقواته «الغلبانة» مثلهم مثل الأسد الذى يطارد «أرنب بلدى»، فلا تصدق وجه الأمريكان حينما يقابلون خيرت الشاطر سرا ليدعموه ولا تصدقهم حينما يستقبلون سعد الدين إبراهيم ليطمئنوه.. فماما أمريكا لا تهوى فى حياتها إلا اللعب بالحقيقة وصناعة الأفلام السياسية التى غالبا تكون نهايتها سعيدة عليها وكارثية علينا، فهى التى دعمت مبارك وهى التى صنعت الإخوان وهى التى ساندت الثوار لتصنع من البلاد مسرحا للعرائس الماريونت تحركها بيديها كما تشاء فتصنع المعارك السطحية أو الحروب الأهلية وتجمعهم على الولائم، ثم تفرقهم فى جمع الغنائم.. أمريكا مخرج عبقرى أو مجنون وبينهما شعرة، فلن تفهم نهاية أفلامه إلا فى اللحظات الأخيرة وأنت مجبر دائما على أن تشارك أو تشاهد أو تصفق أو تلطم.. وقد تحصل على بعض الدعم والقوة والمال، ثم فجأة يكون نصيبك الضرب على القفا أو تحت الحزام أو «شلوت» أمريكانيا ينقلك من نعيم البداية إلى جحيم النهاية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة