بقدر سعادتى بأن تكون أول زيارة لمحافظ الغربية الجديد الدكتور أحمد البيلى، إلى مستشفى زفتى العام، لتفقد مشروع التطوير والترميم بها، بعد إهمال وفساد تجاوز إثنى عشر عاماً.. وهو المشروع الذى أوليت له اهتماماتى وكتبت عنه كثيراً، بقدر حزنى على المشهد العبثى الذى ظهر أمام الجميع، حيث التف حوله بعض قيادات الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم عضو مجلس الشعب السابق بزفتى عن الإخوان، والمشهور عنه السطو على إنجازات الآخرين، فهو يزعم دائماً أنه حقق الكثير من المشروعات، التى أنجزتها الحكومة، حتى إننى تشككت أنه صاحب مشروع السد العالى!! هذا المشهد استفزنى كما استفز آخرين، فالمفترض أن منصب المحافظ للجميع وليس لفصيل ينتمى إليه، وهو بهذا كأنه يريد أخونة الشعب فى الغربية، بل هو يزيد الاحتقان فى الشارع الذى يرفض هذا الانحياز المفضوح والذى لا يبشر بالعدل والمساواة للجميع، والغريب أنه فى أول يوم له فى المحافظة حدثت إصابة 64 مواطنا من المحافظة، وكنت أتمنى أن يكون هذا الحدث فرصة لينزل إليهم، ويمد يديه للجميع، بعيداً عن أى حشود تحميه لأن محبة الناس هى الحماية الحقيقية وهى الأبقى، ولكن المحافظ لم يفعل ذلك!! فقد تخيلت أنه حينما يبدأ العمل من خلال منصبه الجديد أن ينفى انحيازه لأحد، فالحقيقة أننى استبشرت خيراً حينما تحدث الدكتور أحمد البيلى فى إحدى القنوات التليفزيونية وأحسست أن لديه الكثير من المشروعات، تحدث بعقلية واعية توحى بفترة قادمة من الجهد والعمل الجاد، وهذا ما دفعنى لكتابة هذا المقال، حيث وجدت أن هذا التفاؤل يحيطه خطر الانحياز لجماعته وهذا مكمن الخطر.. فمشهد المحافظ وحوله حشد من تيار الإخوان المسلمين يظهر كأنه شو إعلامى.. وطالما أن المحافظ أقسم اليمين وأصبح مسؤولاً عاماً، فهذه وحدها تضع على كاهله أن يكون للجميع، بل إن هناك بعض التصريحات الغربية من جانب حزب الحرية والعدالة.. استفزتنى كثيراً.. بأن مديرية الأمن بالغربية ترسل البلطجية لعرقلة المحافظ الجديد، وهذه ضمن فوضى التصريحات غير المسؤولة، فالمعروف أن اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية رجل شديد الاحترام ويقدر المسؤولية، ويسمو بنفسه عن هذا الكلام الرخيص الذى ما كان يجب أن يصدر من أشخاص مسؤولين التفوا حول المحافظ الجديد يزعمون حمايته، وأنا لست ضد المحافظ الجديد على الإطلاق، وإنما أطالبة بعدم الانحياز لكيان دون الآخر، وأتذكر محافظ الغربية السابق المستشار محمد عبدالقادر بأدبه الجم، كان من القلائل الذين يستوعبون الجميع دون تفرقة، وكان يحترم الصغير قبل الكبير ويستمع إلى شكاوى الناس ببساطة ويسعى لحلها سريعاً، بل إنى أقدر فيه صفة أحسبها من أفضل الصفات وهى أنه كان يتحمل النقد بصدر رحب وعقل متسع مستنير، وأنا شخصياً انتقدت المستشار عبدالقادر ولم يغضب منى بل تحول النقد إلى حوار مثمر أفاد الجميع وشعر الكل بنتائجه، ولا ننسى أن المستشار محمد عبدالقادر هو صاحب الإنجاز الأول والأخير فى تطوير وإنقاذ مستشفى زفتى العام.. وكان بأقل الإمكانيات فى المحافظة يعمل ويحقق نجاحات واضحة فوق أرض الواقع، أتحدث اليوم عن الرجل وهو بعيد عن منصبه، لأنها كلمة حق لابد أن تقال، متمنياً للمحافظ الجديد الدكتور أحمد البيلى، أن يتخلى عن أسلوب عدم الحياد وأن يمد يده للجميع، لنعمل جميعاً فى جو من الجدية والسعى لتعليم الأجيال القيم الحقيقة البعيدة عن الأهواء.. ولتثبت الأيام أن الرجل على قدر ما توقعنا منه، أهلاً بالدكتور أحمد البيلى محافظاً للغربية.