نحن فى حاجة إلى بعض من العقل، وكثير من الإنصاف، لكى نرى بعض القضايا بشكل أكثر احتراماً وعدلاً مما هو مطروح على الساحة الآن..
1 - المبالغة وحالة «الزيطة» التى تسود الساحة الآن بسبب قضية اقتحام سجن وادى النطرون، فى حاجة إلى تدخل فورى لتصحيح المفاهيم، لكى يدرك الجميع أن الجزء الخاص بهروب محمد مرسى وقيادات الإخوان من السجن، أمر معلوم ومعروف بالضرورة، وباعتراف الرجل وإخوانه، ولكنهم فى نفس الوقت لم يكونوا معتقلين أو مسجونين على ذمة قضية مخدرات أو دعارة، لكى تأتى بعض الأصوات وتعتبر خروجهم من السجن جريمة تستدعى عودتهم إليه.. ولا أنا ولا أنت فى حاجة لكى نعيد تكرار المفهوم القائل بأن مرسى تم اعتقاله من قبل نظام غاشم، وتحت مظلة قانون الطوارئ فى وقت كنا نعتبر المعتقلين وفق هذه الظروف أبطالا، ومناضلين.
أنصار الرئيس هم أيضاً فى حاجة إلى الاعتراف بأن الجزء الخاص باقتحام عناصر مسلحة تنتمى لحماس وحزب الله للسجون المصرية، جريمة كبرى تم إثباتها بالتحريات والتحقيقات، واعتراف عناصر حركة حماس الهاربة فى ذلك الوقت، والدكتور محمد مرسى مطالب الآن قبل الغد، أن يقتص لمصر من حماس وحزب الله، وكل من انتهك سيادة الأرض المصرية، وإن لم يفعل ذلك بحماس وإخلاص، وجبت محاكمته بتهمة التفريط فى حق الوطن وخيانته.
2 - الفيديو الذى نشرته بعض الصحف والمواقع، ويتضمن ظهوراً لمحمد مرسى بجوار مهدى عاكف قبل سنوات من الآن، وهو يحصل على أوامر من المرشد ويطبع بعض الأوراق، ويقول له تحت أمر حضرتك وهكذا.. فيديو طبيعى جداً، ولا يتضمن مايعيب الرجل أو يقلل من شخصه، وبالتالى لا يصح أن يتم تداوله بين النشطاء والتعليق عليه من قبل المذيعين، وكأنه دليل إدانة لمحمد مرسى، وإثبات أنه مجرد سكرتير.. بالعكس الفيديو الذى يستخدمه المعارضة كدلالة سلبية على مرسى والإخوان يحمل فى طياته كل ماهو إيجابى.. لأن تفاصيله تؤكد أن المرشد وأعضاء مكتبه كانوا يجهزون للرسالة الأسبوعية فى شراكة متكاملة، أما إذا كنت مقتنعا أن الفيديو دليل على أن مرسى مجرد سكرتير، فدعنى أرد عليك قائلاً: هذا إثبات بأن الجماعة ومكتب إرشادها نجحوا فى أن يجعلوا من سكرتير المرشد رئيساً لجمهورية مصر العربية، بينما باقى القوى السياسية فشلت فى تخطى عدد الأصوات التى حصل عليها أحمد شفيق..
3 - الجماعة الإسلامية والإخوان أجبروا محافظ الأقصر على الاستقالة، ليس طمعا فى رضاء الشارع المصرى، أو استجابة للمظاهرات المصرية، كما يرددون كذباً، بل خوفاً ورعباً من الضغوط الدولية، وخضوعاً واستجابة للأمر الأمريكى، والدليل أن المظاهرات الرافضة للمحافظين الجدد فى الدقهلية والغربية أقوى وأشرس مما كانت فى الأقصر.
وبعيداً عن الاستقالة، يجب أن تضحك وانت تسمع خالد الشريف المتحدث باسم البناء والتنمية وهو يناشد الشعب المصرى، أن يقبل المحافظ المستقيل، ويخاطب العالم قائلاً بأن الجماعة الإسلامية ستمنح كل سائح يزور مصر زهرة ووردة، وستقبل كل الدول التى ترسل سياحها.. والحقيقة أنا مش عارف إيه حكاية البوس والأحضان اللى مسيطرة على الإخوان وأصحابهم.