ما حدث فى منطقة «زاوية أبومسلم» بالجيزة من هجوم وحشى لمجموعة من السلفيين على مواطنين شيعة وقتل أربعة منهم، هو مسؤولية مباشرة لرئيس الجمهورية وحكومته ونظامه المترهل الطائفى، لابد أن يحاسب عليها وبسرعة. ما حدث نتيجة مباشرة للاجتماع الطائفى الذى دعا إليه مرسى أهله وعشيرته فى استاد القاهرة، لاستعراض عضلات المؤيدين بعد تنامى الغضب الشعبى والمظاهرات فى كثير من المحافظات، ففى هذا الاجتماع شهدنا كيف تم وصف المعارضين بالكفر والنفاق، دون أن يصدر أى تعليق من الرئاسة، كما شهدنا تحريضا مباشرا من قيادات سلفية على الشيعة المصريين، وأيضا لم تحرك الرئاسة ساكنا، وكأنها تراهن على إذكاء الملف الطائفى بهدف الحفاظ على السلطة.
جريمة زاوية أبومسلم، هى أيضا الحصاد المر لنظام مرسى الذى بنى استراتيجيته فى البقاء على التقوقع داخل تنظيم الإخوان المسلمين ودائرة حلفائه الضيقة، على حساب الدولة المصرية ومؤسساتها، ولم يسمع لأصوات العقل التى طالبته مرارا بالانفتاح على التيارات السياسية واحترام المعارضة واستقطاب نصف الناخبين الذين لم يعطوه أصواتهم.
يخطئ مرسى وشركاؤه فى الحكم، عندما يراهنون على تحويل مصر إلى باكستان جديد أو عراق ثان، وأن الحرب الجديدة بين السلفيين والشيعة، أو بين المسلمين والأقباط، يمكن أن تكون هى الحل لتمرير سيناريو التمكين، كما يخطئ مرسى وشركاه فى الحكم، عندما يعتقدون أن منهج تقسيم المجتمع المصرى يمكن الصبر عليه طويلا.
أصبحنا جميعا نستشعر الخطر قريبا منا، خطر الفتنة والعنف والانقسام وتربص المصرى للمصرى، ولم يعد باقيا لتندلع الحرب إلا الشرارة الصغيرة، التى تفجر الوضع برمته وتجعلنا فى مواجهة بعضنا بعضا بالسلاح. أصبحنا جميعا فى قلب الهدف، والقناص المتخفى يصوب نحو عقولنا وقلوبنا بدم بارد وانعدام للإنسانية، وهو يظن أنه قادر على إصابتنا لتظل له السيطرة، ولكن هيهات أن تدوم السيطرة للقتلة.