- أنت على موعد - بإذن الله - مع الأمل، خذ معك ذكرياتك وطموحك وملامحك وبلدك (الذى تحلم به وله) وقليلا من البهجة، لكى تتفادى الحر والزحام، تسلح بسلميتك، أنت أقوى وأنت أعزل، ولأن الله الحق القوى.. معك.
- تذكر جمعة قندهار، واستعراض رابعة العدوية، ومسرحية قاعة المؤتمرات التاريخية، وانت نازل.. تذكر ضحكة نجيب محفوظ، واستمع وأنت فى الطريق إلى صوت مصطفى إسماعيل، أومحمد رفعت، أو عبد الفتاح الشعشاعى أو على محمود، أو أى صوت من أصوات مصر المتسامحة الرحبة .. لكى تتأكد أنك على صواب.
- تعامل مع الأمر ببساطة، أنت قلق ولا شك، أعلم أنك تتخيل سيناريوهات مقبضة من فرط ما شاهدت طوال عام، ولكن هذا صحى، لأن هذا الإحساس يولد وأنت فى طريقك إلى الأعياد، أو الأفراح العظيمة التى لا تأتى إلا مرة فى العمر، أنت خائف على الفرحة التى بداخلك، وهذا الخوف هو الذى سيجعلك تفرح بصدق عندما يتم المراد.
- لا تترك أذنيك للذين يشككون فى جيشك العظيم، ولا تسمح لهم هذه المرة بالهتاف ضده، لأن الذين احتلوا بلادك هذه المرة، يملكون المال والسلاح وينقصهم الذكاء، ولكنك فى المقابل تملك جيشا خدمت فيه، وتعرف عقيدته، وعتبت عليه وهاجمته بعد الثورة، لكنه فى النهاية سندك فى مواجهة الظلام الذى خرجت هذه المرة لكى تتوضأ بلادك بالنور.
- أنا متأكد أنك ستتخلص من الكوابيس دفعة واحدة، لكى تتفرغ لبناء أيام أوسع، ولكى يعبر أطفالك إلى المستقبل سالمين.
- تذكر التحذيرات الوجيهة المنتشرة هذه الأيام، فإذا كنت مسيحيا، حاول ألا تتحدث «بالمسيحية» أمام أغراب (أنت لن تلتقى أغرابا فى هذا اليوم)، وإذا كنت ليبراليا لا تأخذ معك جبنة «نستو»، حتى لا يقال لك يا «معفن»، وإذا كنت علمانيا لا تأخذ صناديق «الإسكوتش» معك، أما اذا كنت ـ والعياذ بالله - من الكفار، إياك أن تظهر وآلهتك معك!
- لا يعنى أنك تريد التخلص منهم، أنك تريد عودة القتلة السابقين، أنت فى طريقك إلى القيام بمعجزة لا يقدر عليها الا أمثالك، وهى التخلص من فاشيتين.. فى خيط واحد.
- تذكر أن مذبحة كنيسة القديسين أطاحت بنظام، ومرت أمام عينيك مذابح كثيرة طوال عامين.. ولكن مذبحة الشيعة الأخيرة كفيلة بالإطاحة بنظام، ومشايخه وتجاره ومموليه وخدامه.
- لا تتعصب لحزبك أو حركتك أو إقليمك، عامل خصومك باحترام، أنت معهم فى هذا اليوم فى الطريق إلى هدف نبيل.
- كن متواضعا أكثر وأنت تعلمهم الرقة، أو تقرأ لهم صفحة فى معنى مصر، لا تترك الغضب يستولى عليك، لأنك ذاهب للحفاظ على حدودك وعلى نيلك وعلى التسامح الذى أهانه شيوخ الفتنة.. أنت تحاول استرداد حريتك.
- خذ معك الحدائق والأصوات الجميلة التى تفتقدها، خذ حيلك الطفولية ومفاتيح غبطتك، خذ خارطة أرضك ومشاريعك المستقبلية، خذ النهارات التى كنت «تتشمس» فيها.. بعد عام ثقيل أجهد روحك.