باستثناء جماعة الإخوان المسلمين فإن الحقيقة الوحيدة التى خرج بها الشعب المصرى بعد الخطاب الأخير للرئيس الإخوانى محمد مرسى أن هذا الرئيس منعدم «الكاريزما»، فلا هو القائد الزعيم جمال عبدالناصر، ولا هو البطل المنتصر أنور السادات، ولا هو العاقل المتزن الطيار الرئيس السابق مبارك، الذى ثار عليه شعبه واستبدل به رئيسا «مملا» لا يعرف فنون الكلام ولا لغة الخطابة، مما أفقده كل تعاطف شعبى.. رئيس قدم لشعبه وصلة ردح وسب وقذف لعدد من الشخصيات العامة واتهمهم دون دليل بكل التهم.
وبعيدا عن اللغة الهابطة التى خاطب بها مرسى شعبه ومعارضيه فإن هذا الرئيس ارتكب من الأخطاء والخطايا التى جعلت من خطابه شرارة التمرد الحقيقى عليه، وأكدت أن يوم 30 يونيو هو الحل، وأن «خلع» مرسى أصبح «فرض عين وليس سنة مؤكدة» لأن وجوده معناه قيمة وقدر الدولة المصرية، ومن أبرز الخطايا التى جاءت على لسان مرسى فى خطابه هى:
1- مرسى زعم أنه من الثوار بالرغم من أنه أكبر «فل» من فلول نظام مبارك وأنه هو وجماعته لم يشارك فى مظاهرات 25 يناير إلا بعد انهيار مؤسسات الدولة فى 28 يناير على يد ميليشياتهم وبلطجية حماس.
2- مرسى زعم أن 25 يناير ثورة وهو يعلم علم اليقين أنها انقلاب إخوانى ليس على مبارك فقط بل على الدولة المدنية، وأنه لا ثورة بعد يوليو ولا زعيم بعد عبدالناصر ولا شهداء بعد حرب أكتوبر، وأن وجوده فى السلطة عبث، وأن تصدر الإخوان للحكم هو قمة الاستهبال السياسى لأن مصر أكبر من الإخوان.
3- كلما أصر مرسى على مقولة «أنه الرئيس الأعلى للقوات المسلحة» فى خطابه الكوميدى الأخير تذكرت الممثل الكبير أحمد توفيق «رشدى» فى فيلم «شىء من الخوف» والذى حاول أن يتقمص شخصيه «عتريس» الذى أصيب بالجنون وظل يقول عبارة «أنا عتريس أنا أجدع من عتريس أنتم مش خايفين ولا إيه؟»، وهو ده مصير كل من يقوم بدور أكبر منه، أخيرا يا دكتور مرسى أنت على موعد غدا الأحد 30 يونيو مع مظاهرات الغضب التى ستطيح بك، وسيكون مصيرك أسوأ من مصير مبارك وعتريس الحقيقى والمزيف.