سعيد الشحات

المحترم.. يحيى حسين عبدالهادى

السبت، 29 يونيو 2013 07:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كان فيه يحيى حامد، وزير الاستثمار، شخصًا مجهولاً فى عالم السياسة، وموظفًا فى شركة كبيرة يتقاضى أكبر المرتبات، كان المهندس يحيى حسين عبدالهادى ملء السمع والبصر بفضح فساد مبارك فى الخصخصة من خلال معركته الكبيرة فى بيع شركة عمر أفندى.

وقت هذه المعركة، كان جمال مبارك فى عز نفوذه، وكان محمود محيى الدين وزير الاستثمار يجدد نهج مبارك فى الخصخصة ببيع شركات مصر وقلاعها الصناعية الوطنية، مما جعل «محيى الدين» على حجر مبارك ونجله جمال الذى كان يتم له إعداد مسرح التوريث على قدم وساق بعزف جماعى من رجال مبارك، ومناورات لا تنتهى من جماعة الإخوان.
فى هذا التوقيت، شق المهندس يحيى حسين عبدالهادى اسمه فى معركة هائلة، حيث فضح عملية النهب الكبير التى تتم وراء الستار فى بيع شركة عمر أفندى، وكشف من خلال عضويته فى لجنة تقييم البيع، أن اللجنة قدرت بيع الشركة بمبلغ 1300 مليون جنيه، لكن محمود محيى الدين اعتمد تقديرا آخر بـ«450 مليون جنيه»، مما أثار جدلا كبيرا، وعاصفة هائلة شقت طريقها إلى مجلس الشعب الذى كان فيه نواب الإخوان، ورغم أن نواب الأغلبية من الحزب الوطنى قطعوا فى فروة يحيى حسين عبدالهادى، فإن الرجل لم ينحن للعاصفة، بل واصل موقفه الشريف فذهب إلى النائب العام ليتقدم ببلاغ ضد محمود محيى الدين وهادى فهمى رئيس الشركة القابضة للتجارة.

انتهت هذه الجولة ببيع «عمر أفندى» بمبلغ 700 مليون جنيه إلى شركة أنوال السعودية، أى بفارق 600 مليون عن التقدير الأصلى، وبفارق 250 مليون جنيه عن تقدير محمود محيى الدين، وبالرغم من خسارة الـ«600» مليون جنبه، إلا أن ما فعله يحيى حسين عبدالهادى جاء بـ250 مليون جنيه. كانت هذه القضية بمثابة الافتتاح لهذا الرجل العظيم خريج الفنية العسكرية والضابط السابق بالجيش المصرى، ليخوض معارك أخرى لوقف بيع مصر، فقاد مع الدكتور عزيز صدقى «أبوالصناعة المصرية» حركة «لا لبيع مصر»، وتصدت الحركة من خلالها لعملية بيع «بنك القاهرة» تحت شعار «بنوك مصر للمصريين»، كما تصدت لبيع نحو 2 مليون و360 ألف متر من الأراضى المميزة للمستثمرين بالساحل الشمالى.

نحن أمام سيرة محترمة لرجل محترم، قاوم نظام مبارك بالفعل قبل القول، وعاقبه هذا النظام، لكنه لم يتراجع ولم يحن رأسه، لكن نظام «الأهل والعشيرة» لم يحتمل وجوده فى موقعه مديرا لمركز إعداد القادة الذى حوله إلى بؤرة ضوء بعد ثورة 25 يناير، حيث أصبح مكانًا لاستضافة كل القوى السياسية من الإخوان إلى اليسار إلى الليبراليين، نظير أجر مدفوع.
قرر وزير الاستثمار إقالة يحيى حسين عبدالهادى، بعد خطاب مرسى الفضيحة الذى أعطى أوامره للوزراء والمحافظين بإقالة المسؤولين المتسببين فى مشاكل للجماهير، فيما يعنى أن الترجمة الفعلية لهذا القرار لن تكون مع المتسببين فعلا فى مشاكل مع الجماهير، وإنما مع معارضى الإخوان، الذين سيتم الإطاحة بهم لتصعيد قيادات من «الأهل والعشيرة».
يحيى حسين عبدالهادى رمز للشرف، لم يتربح من مناصبه، ويزيده فخرًا غضب الأهل والعشيرة عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة