ومنذ متى كان السيد محمد مرسى من الثوار أو حتى من «أصدقاء الثورة» الذين يبدون تعاطفا معها لكنهم لا يشاركون معها
منذ متى كان السيد مرسى -طيب الذكر- ثائرا عظيما ومناضلا فذا لا يشق له غبار ولا يكسر له سيف أو درع حتى «يعاير» غيره بأنهم ليسوا ثوارا. الحمد لله أنه لم يضبط متلبسا فى أى فترة من فترات حياته بأنه ميالا للثورة أو للفعل الثورى.
ففى ظل اشتعال الشعب بالثورة على مبارك كان السيد محمد مرسى يعلن أنه ولا جماعته من دعاة الثورة أو من المحبذين لها، بل أشاد بنفسه بالأسماء التى عايرها فى خطابه الأخير فى ليلة الأربعاء المشؤومة وتوعدها بالسجن حتى لو حصلت على أحكام بالبراءة. مرسى «صديق الثورة» فى الانتخابات البرلمانية قبل 25 يناير 2011 وصف زكريا عزمى وفتحى سرور ويوسف بطرس غالى وفايزة أبوالنجا وأحمد عز بأنهم «رموز وطنية» ستقوم جماعة الإخوان بإخلاء الدوائر لهم وأن هناك تفاهمات مع «أمن الدولة». هل نسى رئيس الجمهورية، أم يجب تذكيره على طريقة المرحومة هدى سلطان «إن كنت ناسى أفكرك».
كان يجب ألا يتورط السيد رئيس الجمهورية فى «حديث الثورة» لأنه حديث مؤلم وذو شجون و«يقلب المواجع» وقصة الهروب الكبير من السجن واقتحامه بدعم وتنسيق وتعاون مع جماعات وتنظيمات إرهابية خارجية، وفقا لحكم المحكمة التاريخى، ولأنه حديث ليس فى صالحه ولا فى صالح الجماعة التى سارعت بالتفاهم والحوار مع النظام السابق قبل تنحى مبارك للقفز على السلطة.
كان ينبغى على مستشاريه والذين كتبوا له الخطاب البائس أن ينصحوه بالابتعاد عن لغة المعايرة والمكايدة السياسية لأنه لا يجيد هذه اللغة وستكبده خسارة سياسية فادحة وهو ما حدث بالفعل.
إيجابية الخطاب المشؤوم المتخم بالمغالطات والأخطاء والأكاذيب والسباب والاتهامات أنه حسم موقف الكثير من المترددين فى النزول إلى الشارع غدا الأحد 30 يونيو، فقد ساهم مرسى بخطابه المهين لمقام الرئاسة فى مصر فى تشجيع الملايين المترددة فى النزول وبإصرار غدا.. لأنه لا يليق أن يكون كرسى الحكم فى مصر مكانا للردح والشتائم والسباب.