مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن أسسنا كل شىء على الباطل، الإعلانات الدستورية باطلة، قوانين البرلمان باطلة، قانون الجمعية التأسيسية باطل، إعلانات الرئيس الدستورية باطلة، العدوان على القضاء باطل، عزل النائب العام باطل، تعيين النائب العام الجديد باطل بحكم المحكمة، أى أننا نعيش فى الباطل وننام على الباطل.
المأساة لا تتوقف فقط على هذا الباطل الذى يحيطنا من بين أيدينا ومن خلفنا، ولكن المأساة الحقيقية أن كلاً منا يفرح بالباطل الذى يخدمه، ويهاجم الباطل الذى يخدم غيره، فإن كان الباطل يخدم الإخوان ويساند الأمر الواقع الخارج على القانون الذى نحياه اليوم فهو برد وسلام على قلب الإخوان، ويكون من حكم به هم من قضاة الشموخ والنزاهة، أما إن كان الباطل ضد الإخوان، فهو رجس من عمل الشيطان، ومن حكم به من (قضاة التزوير أو قضاة مبارك أو قضاة الفساد)، والعكس صحيح بكل تأكيد.
لم يعد الحق حقا، ولم يعد الباطل باطلاً فى هذا البلد، صار الحق والباطل مجرد وجهات نظر سياسية حسب مصلحة كل جماعة أو حزب أو تيار، أنت تضحك مثلاً حين تقرأ تصريحات بعض قيادات القوى المدنية على مسألة السماح بتصويت العسكريين التى أقرتها المحكمة الدستورية، تضحك لأنهم يتمسكون به الآن فيما كانوا يعارضونه بالأمس، ذلك أن الباطل صار حقا الآن عندما يخدم المصلحة السياسية، نسى بعضنا ما كنا نعارضه بالأمس من دخول القوات المسلحة طرفا فى السياسة، ونسى البعض ما كان يهتف به ضد حكم العسكر، ووافق على قرار الدستورية تحت شعار (فى أوروبا والدول المتقدمة يسمحون للعسكر بالتصويت) وتجاهل أنه هو نفسه من كان يقول فى الماضى إن بلدان العالم الثالث يجب أن تتخلص من أى علاقة بين السياسة والمؤسسة العسكرية، صار الباطل هو قارب النجاة، بعد أن كنا نظن أننا نحارب الباطل أينما حل وكيفما كان.
وأنت تضحك أيضاً على مواقف جماعة الإخوان المسلمين التى كانت تهاجم المحكمة الدستورية بالأمس وتحاصرها قسراً وتتهم قضاتها بالفساد والمؤامرة علنا، ثم هى اليوم تستحسن قرارها بالإبقاء على مجلس الشورى حتى انتخاب مجلس النواب الجديد.
لم تهتم الجماعة بقرار المحكمة الذى قضى بأن القانون الذى جرى انتخاب المجلس على أساسه باطل، ولم تلتفت الجماعة إلى الجانب الأخلاقى والوطنى فى هذا البطلان لكنها اهتمت فقط بأن مجلس الشورى باق كما هو، وليذهب منطق الحق والباطل نفسه إلى الجحيم.
الصراع السياسى جعل من حياتنا كلها باطلا دستوريا وقانونياً وأخلاقياً، والأطماع فى السلطة جعلت كل من كنا نحسبهم يبتغون رقياً سياسياً وقانونيا بعد الثورة، هم أنفسهم صناع الباطل، وهم من يفرحون بالباطل حين يخدم مصالحهم، وهم من يتمنون للباطل أن يدوم دائماً وأبداً.
لا أستثنى من ذلك أحداً.
أيها السادة كلكم باطل، والعدل الذى وعدتم به هذا الشعب لم يتحقق، والكذب فقط هو ما تقدمونه زورا وضلالا لهذه الأمة.
والباطل لا يصنع أمة ولا يصنع دولة، الباطل لا يقود إلا إلى الباطل.
اتقوا الله فى أنفسكم، وفى البلد.
موضوعات متعلقة:
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة" : ماذا فعلنا عند بناء السد العالى؟
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حتى لا يستمر التعليم المصرى أكبر فأر تجارب فى العالم
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": «تمرد».. ثورة زمنية تكشف عورات السلطة والمعارضة «معاً»
مشاركة