أكتب هذا المقال فجر الأحد 30 يونيو 2013، وهو فجر يوم جديد وجليل على مصر المحروسة بإذن الله، صحيح أنه لا أحد يعلم ماذا سيحدث بين لحظة وأخرى، ومع ذلك فليس عندى ذرة شك واحدة فى أن الشعب المصرى العظيم سيطيح بنظام "الإخوان المتأسلمين"، ومن لف لفهم من تيارات تتستر برداء الدين، فالحشود التى خرجت أمس وأول أمس فى جميع محافظات مصر تقريبًا لم تطق صبرًا وتنتظر حتى يوم 30 يونيو، الذى حددته حركة "تمرد" للتظاهر السلمى وسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى.
لقد أثبت نظام الإخوان أنه يخاصم العصر الحديث، وأنه يحابى حفنة من الأثرياء الجشعين على حساب ملايين الفقراء من عمال وفلاحين وموظفين صغار وحرفيين وعاطلين متعلمين، مثلما كان يفعل مبارك بالضبط، وأنه خانه كتابع للأمريكان الذين رتبوا مع المجلس العسكرى لأن يسرق الإخوان ثورة 25 يناير ويستولوا على السلطة، نظير أن يحافظ الإخوان على أمن إسرائيل.
وأكد نظام الإخوان أيضاً أنه يسمح للقتلة السابقين من تجار الدين بالحضور والتواجد وترويع المصريين إذا عارضوا مرسى، إنها سلسلة من الخطايا الفاضحة التى دفعت الملايين مننا نحن المصريون إلى الخروج مطالبين برحيل أولئك الذين جاءوا من القرن الثامن عشر ليستولوا على القرن الحادى والعشرين!.
أجل.. فعلها الشباب واسترد ثورته.. متكئاً على خياله الخصيب وبراعته فى مقاومة الطغيان بشكل سلمى، حيث ابتكر حركة "تمرد"، ليجمع أكثر من 22 مليون استمارة موقعة من قبل جموع الشعب تطالب برحيل ساكن القصر الذى أخلف وعده وحنث بقسمه وأذل الناس فى طوابير السولار والبنزين والخبز وأنبوبة البوتاجاز، أجل فعلها المصريون البسطاء الذين خدعهم الإخوان وتجار الدين فى البداية، وقد نسوا أننا أول شعب فى العالم عرف الطريق إلى الله قبل ظهور الديانات السماوية بآلاف السنين، ولا يمكن أن يأتى أحد ويحتكر الدين ويزعم أنه المتحدث الرسمى باسم السماء، ويتهمننا بأننا لا نعرف الإسلام.
أجل.. خدع المصريون فترة، لكنهم أفاقوا سريعًا، وبعد عام واحد فقط قرر هذا الشعب الشجاع أن يطيح بعملاء القرن الثامن عشر، ليؤسس دولة مدنية حديثة يتمتع فيها المصريون بحقوق متساوية بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون، دولة تسعى للحاق بالعصر الذى يركض نحو آفاق لا حدود لها من التطور، دولة تحقق العدالة الاجتماعية وتمنح المصريين حق التمتع بالسعادة.
كلمة أخيرة إلى شباب الإخوان:
أدرك جيدًا أن منكم الكثير من الشباب النقى والشريف والثورى بحق، ولكن قادتكم للأسف الشديد يخاصمون العصر ويجرجرون مصر إلى الخلف بزعم أنهم يملكون مشروعًا إسلاميًا، وهذا وهم كبير أثبتته الأيام، فلم تتحسن أحوال الناس قيد أنملة طوال عام، وإذا كان الرئيس مرسى يحب المصريين ويحترمهم، لكان استجاب لطلب المظاهرات الحاشدة التى اندلعت ضد نظامه حتى يجنب البلاد مخاطر متوقعة، لكنه يحب السلطة وإخوانه يعشقون الحكم ويتشبثون به، لكن متى انتصر حاكم على شعب؟، ومتى فازت جماعة على وطن؟، ومتى نجح قرن قديم على قرن حديث؟.
رجاء يا شباب الإخوان.. فكروا.. وانضموا إلى ملايين الشعب الحالم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وسوف يحققها بإذن الله.