خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الخطوة الأولى لحل الصراع المائى أو أى صراع آخر

كيف يمكن أن نحشد هذا البلد لحل الصراع المائى مع إثيوبيا فى الوقت الذى لا يستطيع فيه هذا البلد نفسه حل أزماته السياسية الداخلية؟

السيد الرئيس يعرف حتماً أن وحدة الجبهة الداخلية هى أولى أدواته لحماية الأمن القومى المصرى، وفى الوقت الذى لا نستطيع فيه الوصول إلى حل للصراع الداخلى الذى يربك الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية فى مصر، فإننا قد لا نستطيع أن نجمع قوانا لمواجهة تحدياتنا الأمنية فى الخارج.

الحل الأول للصراع المائى سيدى الرئيس، والحل الأول لأى صراع آخر فى الخارج، والحل الأول لأزماتنا الاقتصادية.. هو أولا فى حسم ما تفجر بين يديك من صراعات سياسية داخلية، فكيف يمكن أن نطالب العالم بالعدالة، فيما لا تتحقق هذه العدالة فى الداخل؟ وكيف يمكن أن نطالب إثيوبيا بتطبيق صحيح القانون الدولى والالتزام بالاتفاقيات العالمية لدول حوض النيل، فيما لا تطبق السلطة فى مصر صحيح القانون، ونقبل قهراً وقسرا التعايش مع أوضاع دستورية وقانونية مختلة؟.

كيف يحترمنا العالم فيما يعرف أننا بعد ثورة شعبية مهيبة، لم ننجح فى أن نعيد البلاد لمسارها الديمقراطى الذى خرج من أجله الناس، ومات من أجله الناس؟، فالحل الأول يا دكتور مرسى هو أن تكون أنت نفسك قادراً على إقناع شركائك فى الثورة ومعارضيك فى السياسة والقطاعات الشعبية التى باتت رافضة لسياساتك وإعلاناتك الدستورية، وعنادك فى قرارات التوافق، وبدون قدراتك فى الإقناع الداخلى يؤسفنى أنك لن تكون قادراً على إقناع العالم بأنك تسعى للحق باسم شعب مصر، أو تطالب بالعدالة من أجل شعب مصر.

الحل الأول سيدى الرئيس هو فى حسم هذا الصراع الداخلى حتى تضمن وحدة الصف من ورائك، أما الآن فأنت تعرف أن خصومك السياسيين يرون ما تقوم به من حوارات علنية على الهواء مباشرة (استعراضاً إعلامياً) لا يقدم ولا يؤخر فى الأزمة المائية، وتعرف أيضا أن الشارع السياسى.. الإسلاميون منهم والليبراليون صاروا على يقين من أننا نعيش أوضاعاً قانونية عرجاء، تنزع الشرعية عن كل ما جرى بعد الثورة، وتعرف أيضاً أن حلول الاحتواء للصراع الداخلى لا تحتاج إلا قرارا منك مخلصاً لوجه الله ثم لوجه هذا الوطن.. القرارات التى ننتظرها لا تحتاج إلى عصبية أو انحياز حزبى، نحتاج إلى خطوات واضحة على مسارات محدودة:

-1 خطة تعديل شاملة لعوار الدستور بمشاركة الجميع.
-2 تطبيق القانون فى ملف النائب العام.
-3 الاستجابة لتشكيل حكومة محايدة قبل الانتخابات.
-4 إغلاق ملف الصراع مع المؤسسة القضائية.
-5 إغلاق ملف الصراع مع الإعلام.

نحن الآن معلقون فى رقبتك أمام الله، ولن تستطيع أن تقف بين يديه تعالى لتقول إن ما جرى هو من أخطاء النظام السابق، ولا شأن لك به، الله يعرف أنك قررت أن تتصدى للمسؤولية، فكن أهلاً لها، وبادر إلى الحل قبل فوات الأوان، بادر إلى الحل الأول الذى يحسم كل صراع لاحقا، بادر إلى الحل الذى ينهى خوف هذا الشعب على أمنه الداخلى، وعلى أمنه الاقتصادى، وعلى مستقبله المائى وحياته على ضفاف نهر النيل.

ما الذى يمنعك من القرارات التاريخية العملاقة؟
ما الذى يمنعك أن تقدم على الحل الأوحد لكل أزمات مصر؟





موضوعات متعلقة:

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الكل باطل

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة" : ماذا فعلنا عند بناء السد العالى؟

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حتى لا يستمر التعليم المصرى أكبر فأر تجارب فى العالم