أكرم القصاص

الرئاسة شو.. ومجلس «العك» القومى

الأربعاء، 05 يونيو 2013 07:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعك مما حدث فى الحوار الوطنى العبقرى الذى دعا له السيد الرئيس وشارك فيه عدد من القيادات الحزبية والسياسية، وأذيع على الهواء بما فيه من أسرار وخطط. وانظر إلى طريقة التعامل مع الموضوع وردود الفعل والتبريرات، التى تكشف عن أن «العك» نظرية كاملة، فى إدارة شؤون البلد الأمنية والمائية. وأن نفس العقليات التى تسببت فى مأزقنا السياسى، هى نفسها التى تدير كل الشؤون المهمة، من دون خبرة أو قدرة.
وليس أغرب ولا أدهش من إذاعة خطط وسيناريوهات المواجهة مع إثيوبيا على الهواء من الرئاسة، غير ردود الأفعال على البث، من قبل الرئاسة والجماعة والحرية والعدالة، الذين تجاهلوا الموضوع الأساسى وفضيحة «الاتحادية جيت» واندمجوا فى وصلات دفاع واتهام للمعارضة بالمزايدة والتضخيم.
السياسيون فى اللقاء تركوا السياسة وتحولوا إلى خبراء مخابراتيين، وعسكريين واستراتيجية وتكتيك يتحدثون على الهواء، عن ألاعيب وخطط مخابراتية.
السادة الحضور من كبار صغار السياسيين يفترض أنهم ذهبوا لحوار من أجل تقديم حلول سياسية، على أن يتركوا الخطط للأجهزة المعنية، لكنهم فضلوا لعب دور الجيش والمخابرات، مثلما فضل الرئيس أن يدعو السياسيين ورجال الدين لحوارات أمنية، بينما يترك مجلس الأمن القومى لشؤون التقويم وإعلان هلال رمضان وأول شوال.
السيد رئيس الجمهورية وهو يفكر فى دعوة سياسيين لمناقشة قضية سد النهضة والمياه لم يفكر فى دعوة خبير مياه أو خبراء فى النيل والسدود والأمن، ليقدموا عرضا للموضوع، واكتفى بعرض تقرير اللجنة الثلاثية، فوجدنا السياسيين يتحدثون بثقة عن خطط مخابراتية ومخططات عسكرية، وليس من بينهم خبير واحد فى العسكرية. وجاءت كلماتهم منقولة من برامج التوك شو والصحف، وبعضها لم يخل من سذاجة وسطحية، بالرغم من أنهم تحدثوا بثقة العالمين ببواطن الأمور ودواخل الخطط.
الدكتورة باكينام مساعد الرئيس اعتذرت للحضور لأنها لم تبلغهم أن الحوار مذاع. وكأننا بشأن برنامج الكاميرا الخفية، بينما الاعتذار يجب أن يوجه للشعب الذى عرضوا أسراره أمام العالم، والدول التى جاءت سيرتها والشعب الذى وجد أسراره وخططه معروضة على الهواء.
حزب الحرية والعدالة لم يعتبر واقعة الاجتماع السرى المذاع، فضيحة أو أمرا يستوجب المحاسبة، وفضل اتهام المعارضة بالغياب والمزايدة وفقدان النخوة. وبعض قيادات الجماعة اعتبروا إذاعة الحديث أمرا إيجابيا لا يستدعى الضجة التى أثيرت، واعتبره فريد إسماعيل القيادى الإخوانى أمرا إيجابيا يصب فى تعريف الشعب بالقضايا القومية. واعتبر أن المعارضة هى التى يجب أن تلوم نفسها على عدم الحضور. قيادى آخر اعتبر مجرد توجيه اللوم إلى الرئاسة على الفضيحة نوعا من التربص وعدم نضجهم السياسى، لا يرتقى لمستوى الحدث وقضية الأمن القومى.
ومن حاصل جمع طريقة تفكير من حضروا الاجتماع وقيادات الجماعة، يمكن الكشف عن الطريقة التى تدار بها شؤوننا، وإلى أى مدى يتم خداع الرئيس وتضليله بمعلومات شفهية مغلوطة مثل مؤامرات الحارة المزنوقة والصوابع التى تلعب فى البلد.
وهؤلاء هم من ينشرون الكلام عن مؤامرات ويصدرون تشريعات وهم من فعلوا الدستور بكل لعبكاته. هم ليسوا فقط لا يعرفون لكنهم أيضا لا يريدون أن يعرفوا ويصرون على السير فى نفس الطريق، وهذه هى العقليات التى تفشل فى إدارة الأزمات الصغيرة، فما بالنا بالأزمات الكبيرة. نحن أمام المجلس الأعلى «للعك» القومى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة