تعرف الرجال بالمواقف.. وما فعله الدكتور عمرو حمزاوى حين خالف قرار جبهة الإنقاذ الوطنى، وقرر المشاركة فى جلسة الاجتماع الوطنى الخاصة بقضية سد النهضة، إيمانا منه بأن القضايا الوطنية والمصيرية لا تقبل المزايدات ولا حسابات المصالح الشخصية، ولا تعترف بالمترددين والمرتعشين الذين يحسبونها بالمكسب والخسارة.. مكسبهم وخسارتهم هم، وليس مكسب وخسارة الوطن.. الذين يتحركون ويقررون ويصرحون وعيونهم وقلوبهم معلقة بردود فعل الشارع.. يديرون بوصلتهم حسب رياح هواه السياسى، ولا يعبئون بغير مكاسب حزبية.. يخشى كل منهم أن يغرد ولو مرة خارج السرب من أجل مصلحة وطن أنهكه الفشل السياسى والعوز الاقتصادى.
بعض ما قاله الدكتور عمرو حمزاوى، حول "خسارة من وصفهم بالمزايدين على المصلحة الوطنية، وهواة خلط المعايير، ومنتجو السياسة الرديئة الذين تجاهلوا المصلحة الوطنية خوفاً أو تردداً" يؤكد أن المعارضة المصرية وتحديدا الأحزاب المنضمة لجبهة الإنقاذ الوطنى تمارس عبثا سياسيا لا يمكن السكوت عليه، بل يجب فضحه وكشفه للرأى العام فى وسائل الإعلام.. لقد قدم لنا حمزاوى فرصة ذهبية لأن نعيد تقييم خطوات جبهة الإنقاذ، وقراراتها الرافضة دوما لأى دعوة حوار بغض النظر عن طبيعة القضية وأهميتها، وحديثها المتكرر عن مصلحة مصر وشعبها.
كشف حمزاوى عن جانب كبير من طريقة إدارة الجبهة لقراراتها، ومن يتحكم فى هذه القرارات حينما قال "إن هناك نزوعا مريضا للمزايدة السياسية والحزبية على حساب مصالح الوطن يتزعمها مجموعة من الليبراليين وممثلى اليسار، للتشكيك فى الوطنية وللتخوين عند الاختلاف، بالخلط بين أولوية الدفاع عن مصالح الوطن والإسهام فى ذلك مع الإدارة الرئاسية الحالية، وبين المطالبة بكافة الوسائل السلمية والديمقراطية بانتخابات رئاسية مبكرة".. جانب كبير من هذا كنت قد كتبته فى مقال سابق بعنوان "من يقود الجبهة"، وأشرت خلاله إلى أن أنصار التيار اليسارى هم الأعلى صوتا داخل الجبهة والأكثر تشددا ورفضا لأى أياد ممدودة، ويستجيب لهم الجميع إما خوفا أو ترددا.. واللافت هنا ما أعلنه الدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى من موافقة الحزب على قرار المشاركة فى الاجتماع، وإعلانه ذلك للرأى العام، ثم تراجعه سريعا عن قرار المشاركة بعد أن تعرض لضغوط قيل أنها من شباب الحزب الرافضين للجلوس مع الرئيس، وفى كلتا الحالتين وجد الرجل ما يبرر به موقفه.. ضغوط مشابهة، وإن اختلفت الأسباب، ربما تعرض لها الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، وعمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، وكانت التوقعات ترجح حضورهما بنسبة كبيرة.
المعارضون، وقلنا ذلك من قبل، يتحركون وراء الشارع، مدفوعين بأحلام وطموحات شباب هادر يتعجل التغيير ولا يدرك تبعاته السياسية والاقتصادية محليا ودوليا، وإن كنا نجد الأعذار لهذا الشباب الجائع للحرية والرافض للهيمنة، فإن من نظنهم نخب سياسية قد فشلوا بامتياز فى أن يديروا معارضتهم للنظام بأسلوب محترف يقودون به هذه الجموع نحو التغيير الديمقراطى، والإدارة فقط بسياسة رد الفعل والاعتماد على استرضاء الحركات الثورية الشبابية لن تثمر فى النهاية سوى عن ضعف الجبهة وتفككها.
مرة ثانية أحيى فى عمرو حمزاوى إخلاصه للوطن الباقى، بعيدا عن معارضته لنظام الحكم الحالى، ورغبته فى تغييره بطريقة سلمية.. وأقول للمترددين والخائفين ما قاله عبد الناصر "الخائفون لا يصنعون الحرية، والمترددون لا تقوى أيديهم المرتعشة على البناء".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
العبرة بالنتائج
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر البطاط
تحيه للدكتور عمرو حمزاوي
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
بتحيه علي نفاقه لمرسي علي الفضيحة المكشوفة بتاعة تمثيلية خطف الجنود و تحريرهم؟!
.