شاهد العالم أجمع فى الأيام الآخيرة مظاهرات حاشدة تجتاح تركيا فى نفس الوقت الذى يستشهد فيه العالم بالنموذج التركى من حيث الحرية والديمقراطية والنمو الاقتصادى، ووقف حائرا يتساءل ما الذى يدفع الأتراك إلى الخروج للتظاهر والاعتصام فى ميدان تكسيم؟ هل الدافع الفعلى لهذا الغضب العارم هو إعادة تنظيم الميدان والاعتداء على الأشجار كما تابعنا؟ هل هناك مؤامرات خارجية أو داخلية كما يقول القائمون على النظام التركى الآن؟ هل ما حدث هجوم علمانى على الإسلاميين وقراراتهم كما تدعى التيارات الإسلامية فى مصر؟ أم أن وحشية الشرطة التركية على المتظاهرين هو الذى أشعل فتيل الأزمة؟ ربما تكون جميع أو بعض الاحتمالات السابقة حقيقية واحتمالات أخرى أكثر منها واردة، لكن المؤكد لدى الجميع أن العالم كله ينتفض باحثًا عن الحرية رافضا التعدى عليه وعلى كرامته وكبريائه، فالثورات التى قامت فى دول الربيع العربى لم يكن السبب الحقيقى وراءها هو الجوع أو العطش، فالعطش الحقيقى لم يكن للطعام بقدر ما كان عطشا للحرية والكرامة والعدالة، والمؤكد هنا أن الشعوب رافضة حكم جماعة الإخوان المسلمين حتى ولو أتت معهم نهضة حقيقية كما فى تركيا أو مزعومة واهمة كما فى مصر.
ولكن المتابع للثورة التركية يرى مما لا يدع مجالا للشك أن الثورة المصرية ستظل دوما وأبدا الملهم الحقيقى لثورات الشعوب الأخرى، وها هنا اليوم تتجلى الثورة التركية بمشاهدها التى كادت أن تكون نسخة طبق الأصل من مشاهد الثورة المصرية، سواء بمشهد تصدى أحد المتظاهرين لمدرعة شرطة لتفريق المحتجين بخراطيم المياه، خلال المواجهات فى إسطنبول، على غرار ما حدث يوم «ثلاثاء الغضب» 25 يناير 2011. أو بمشهد عازف الجيتار فى مواجهة قوات الأمن التركية، مثلما عزف أحد المحتجين بـ«أكورديون» فى مواجهة الشرطة بأحداث الذكرى الثانية للثورة فى يناير 2012، ومشهد تكسير الرصيف لدفاع المتظاهرين عن أنفسهم أمام العنف الجارف من قوات الأمن.
وأمام كل هذه المشاهد التركية - المصرية، تأتى تصريحات أردوغان، رئيس الوزراء التركى، حول موجة الاعتراضات التى تجتاح تركيا على غير المتوقع منه ومن حكمته المعهودة، فقد سلك نفس مسلك مبارك والإخوان وتجاهل حق الشعب فى التظاهر، وأن ذلك يكون دفاعا عن مبادئ ومطالب مشروعة، ووجه اتهاماته كالمعتاد للمعارضين وسعيهم إلى الفوضى والإعلام والأجندات والقوى الخارجية، والتأكيد على أن الأتراك يعيشون الآن مناخا من الديمقراطية، وهنا تذكرت نصيحة أردوغان لمبارك بأن «يستمع لصحيات شعبه، فنحن بشر فانون»، كما طالب أردوغان فى هذه الآونة المجلس العسكرى المصرى بعدم التسبب فى إراقة الدماء «فهل تذكر أردوغان كلماته لمبارك والمجلس العسكرى وهو الآن مع جهازه الأمنى يتسبب فى إصابة الآلاف من المتظاهرين التركيين واعتقال الآلاف الآخرين أم أنه كعادة الإخوان الذين يقولون ما لا يفعلون؟».
إن ما يحدث الآن فى تركيا من قبل الداخلية واستخدامها العنف ضد المتظاهرون، إشارة مبكرة لفشل معالجة أردوغان للتظاهرات التى ربما تتحول أسرع من المتوقع إلى احتجاجات واسعة لا ندرى إلى أين ستصل، وهذا ما جعل الثوار الحقيقيين فى مصر وتونس وتركيا يبدأون بالفعل للتنسيق من أجل أن يكون يوم 30 يونيو يوما للثورة على تنظيم الإخوان الدولى فى كل من مصر وتونس وتركيا.
ورغم أننى لا أظن أن ما يحدث فى تركيا من حراك سياسى احتجاجى سيؤدى بسهولة إلى سقوط نظام أردوغان، ولكن بالتأكيد سيساهم ويساند فى كشف وفضح فشل المشروع الإخوانى وكيف أنه بعيد كل البعد عن الإسلام وتعاليمه وروح الشعوب المسلمة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حامد عبد الرحمن
إسراء عبد الفتاح
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ماهر
تركيا الى اين
عدد الردود 0
بواسطة:
Kimo 13
كلام كلام كلام
عدد الردود 0
بواسطة:
نبيل بدر
والله بجد مش هزار
عدد الردود 0
بواسطة:
mounir
مرتزقه ومأجوره !!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
راي الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
امين
مجموعات الاخوان الالكترونية
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
جربوا كده وانزلوا اخلعوا مرسي
والله تكون نهايتكم للابد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
أجمل نكتة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
تعليق 7 أ. أمين