عبر تاريخها الذى يمتد لأكثر من 80 عاما نرى جماعة الإخوان المسلمين دائما تعيش دور الضحية والشهيدة، حدث هذا فى كل العصور الملكية والجمهورية، حتى وهى فى السلطة كانت تدعى دائما أن الجميع يتآمر عليها وعلى الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ويبدو أن هذه الجماعة لا ترى أخطاءها ولا خطاياها التى ارتكبتها خلال عام كامل حكمت فيه البلاد والعباد بنفس منطق التنظيم الدولى، والنتيجة غضب شعبى فى 30 يونيو لم تشهده مصر من قبل، أدى فى النهاية إلى إعلان خلع مرسى وانحياز الجيش المصرى العظيم للشعب بعد أن شعر أن حكم الإخوان لمصر سيؤدى إلى حرب أهلية.
ومنذ قرار عزل مرسى والجماعة وقياداتها بدأت فى إعلان غضبها وتمردها ليس فقط على شعب مصر بل وعلى الجيش المصرى الذى حاولت منذ سقوط حكم المرشد فى 30 يونيو أن تستفزه من خلال وصلات الشتائم، والادعاء بأن ما حدث فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى، ووصل الأمر إلى قيام بعض قيادات الجماعة بتحريض المجتمع الدولى للتدخل لحماية شرعيتهم المزعومة، والتى لم تسقط فى 30 يونيو- كما يرى بعضهم- بل سقطت منذ الإعلان الدستورى الأسود الذى أصدره الرئيس المخلوع مرسى، ومحاولة هذا الرئيس أخونة مصر، وهو ما أشعل نار الغضب وخرج أكثر من 20 مليون مصرى يوم 30 يونيو، ونجحوا فى الإطاحة بمرسى والجماعة.
ويبدو أن شياطين الجماعة تحاول شيطنة مصر بهدف إرجاع مرسى وتستخدم كل السبل لتنفيذ مخططها وما حدث أمام نادى الحرس الجمهورى فجر يوم الاثنين، ومحاولة عدد من الإخوان اقتحام الحرس الجمهورى ودخوله فى معركة مع قوات الجيش يؤكد إن الجماعة تريد شيطنة القضية، بهدف «جرجرة» مصر لحرب يكون طرفاها الجيش والشعب، وهو السيناريو السورى الذى أدى إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى من الجيش والشعب السورى الذى راح ضحية شيطنة تنظيم القاعدة لمظاهرات التخلص من بشار الأسد، وتحول حلم السوريين إلى كابوس وهو ما يريده الإخوان الآن مع شعب مصر وجيشها، ولكن هذا لن يحدث لأن مصر ليست سوريا وجيش مصر ليس مليشيات لأى تيار بل ملك لكل الشعب.
نعم سقط أكثر 50 قتيلا من الجيش والإخوان، ومن الضرورى أن نؤكد أن الجماعة هى التى تريد أن تضحى بشبابها من أجل أطماع قياداتها الذين سيفشلون فى كل مخططاتهم ضد الشعب والجيش.