كل عام ومصرنا بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى الأمه الإسلامية بالخير والبركات، هذا الشهر مستجابة فيه الدعوات، فماذا سيدعو المصريون قبل انطلاق مدفع الإفطار؟.. بالتأكيد كل سيدعو بما يحب ويشتهى، من دعوات النجاح والستر والصحة والغنى بالمال والعيال، وهى الأدعية المقررة، والتى أصبحت عادة وعبادة لكل مصر، وأجزم أنها لكل مسلم، حتى ولو كان عاصيا، والسبب أن الكل يبحث عن الستر، فيطلب من رب العباد الستر فى كل شىء، من الصحة حتى المال، ولكن ما الدعاء الذى يجب علينا أن ندعو به الآن فى هذه الأيام؟
الحقيقة إننى سألت أكثر من صديق من كل الأطياف السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، الجميع اشترك فى دعاء واحد، وهو «اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، وكان لكل فريق تفسير لهذه الفتن، فاليساريون والليبراليون يؤكدون أن حفظ مصر من الفتن يعنى عدم عودة الإخوان لحكم مصر مرة أخرى، بعد أن أشاعوا الانقسام والفتن فى كل مكان فى بر مصر، حتى يتم الحفاظ على الشرعية الثورية، بينما يرى أصحاب اليمين من الإخوان ومن يواليهم بأن حفظ مصر من الفتن، يعنى الانتصار على كل من ساعد على عزل رئيسهم مرسى، وإعادته إلى الحكم بزعم الحفاظ على الشرعية الدستورية، وهناك فريق ثالث يقصد فى دعائه بحفظ مصر أن يحفظها من فريقى الصراع على الكرسى، سواء الإخوان ومن معهم، أو التيارات الأخرى ومن يواليهم، فمصر أكبر من كلا الطرفين.
هذه هى أيقونة الأدعية التى يرددها الشعب المصرى بكل طبقاته، ورغم ذلك فإننا لم نسأل أنفسنا قبل الدعاء، ما الذى قدمناه لمصر المحروسة حتى يعم الخير كل أرجائها؟.. الحقيقة، إننا كشعب لم نفعل إلا كل ما هو شر، فمصر لم تعد تتحمل كل هذه الفوضى والانقسام، حيث أصبحنا فريقين، ولكل فريق دعاء، فأنصار الإخوان يدعون بعودة رئيسهم، وخصومهم يدعون بألا يعود، الجميع اختلفوا فى كل الأعية، إلا فى دعاء واحد أطلب من كل صائم أن يدعو به اليوم مع مدفع إفطار أول يوم فى رمضان، هذا الدعاء هو «اللهم احفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، ليكون هذا الدعاء هو موحد المصريين بعد أن فرقتهم السياسة، فهل يجمعهم الدعاء؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة