فى حوار صحفى له، قال الطبيب والكاتب محمد الجوادى أنه منذ ترشيح الدكتور محمد مرسى للرئاسة قطع على نفسه عهدا بمساندته، والوقوف وراءه، وأنه كان يثق فى فوزه برئاسة الجمهورية، وظل طوال فترة حكم مرسى مدافعا لا يرى عيبا فى حكم الإخوان، وفى معظم خطابات مرسى الفارغة كان يخرج فور الانتهاء منها على الفضائيات مشيدا ببراعة الخطاب، وأنه موجه إلى بسطاء الشعب المصرى، وكلمات أخرى تؤكد لك أنه وجماعة مرسى فى واد، والشعب المصرى فى واد آخر، وأذكر له أنه فى لقاء له على إحدى الفضائيات، تحدث باستخفاف عن المحكمة الدستورية العليا، متعجبا من لفظ «العليا» فى اسمها، لأن معنى أن نطلق عليها «عليا»، فلابد أن يكون هناك «سفلى»، كانت ملاحظة «سمجة»، لكنها تعبر عن كيفية دفاعه عن معارك مرسى وجماعته.
أقول ذلك بمناسبة ما كتبه الصديق الكاتب الصحفى مصباح قطب على صفحته بموقع الـ«فيس بوك»، متهما الجوادى بأنه ارتكب خطيئة كبرى قام فيها بتشويه الدكتور زياد بهاء الدين وعائلته للحيلولة دون تعيينه رئيسا للوزراء، واستنتج مصباح من ذلك أن الجوادى من الخلايا النائمة، أما التشويه الذى مارسه «الجوادى» فشمل حسب قول «مصباح» قصصا عبيطة عن زياد وأبيه الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين، وقال أنهم بهائيون وفيهم جذور بهائية، وتحدث مصباح عن أنه اتصل بـ«الجوادى» رافضا هذا الكلام.
عدت إلى صفحة «الجوادى» على تويتر للتأكد من ذلك، فوجدت فيها الآتى:
- هل سيقبل حزب النور بوزير بهائى من أم مسيحية، أم غيبت عنهم كما غيبت عن السيسى؟
- « م. ح» «يقصد محمد حسنين هيكل» زق عليهم وزيرا كان مع أولاده وأولاد مبارك فى «هيرمس»، ضمن براءة الأولاد، وخراب مصر بواحد من ديانة غير معترفة، وإن والدته كانت مسيحية.
- رئيس وزراء من طائفة لا دينية هل هذا ما أفرزه الانقلاب؟
هكذا بث «الجوادى» سمومه وأكاذيبه، عن عائلة مسلمة محترمة من أسيوط، أنجبت أحمد بهاء الدين كقامة عظيمة ومحترمة فى مجال الفكر والصحافة، تعلم على يديه أجيال من الصحفيين والمفكرين، وأذكره بأن الكاتب فهمى هويدى المؤيد مثله لمرسى هو من تلاميذه، وواصلت العائلة عطاءها المحترم فى شخص زياد بهاء الدين، ومن الابن إلى الأب، تظل نظافة اليد والكفاءة ضمن العناوين الأكيدة لهما، ولعل اختيار العائلة أن تكون أسيوط مسقط رأس أحمد بهاء الدين مقرا لمؤسسة تحمل اسمه بدلا من القاهرة، نموذجا لتمسكها ببيئتها الأصلية والرغبة فى تنمية الوعى بين أبنائها مسلمين ومسيحيين.
قدم الجوادى نفسه باعتباره مؤرخا مع مهنته كطبيب، وأصبح عضوا فى مجمع اللغة العربية، وتلك مؤهلات يجب أن يتسم صاحبها بالنزاهة فى تقديم المعلومة، لكنه وكما كان يرى المعجزات فى خطابات مرسى -قيل أنه هو الذى كتب له خطابه الأخير- يبث السموم ليلصق بها الآخرين.
لم يصدق «الجوادى» أن هناك ثورة شعب شارك فيها الملايين من المصريين، قامت ضد حكم الأهل والعشيرة، وترى كم ساهم هو دون أن يدرى فى الثورة ضد الرجل الذى عاهده بالتأييد.