أهدى رجل إلى أحد الحمقى عمامة عريضة قصيرة من خراسان فقلت له: أيها الشيخ اقطعها وألفقها ليمكنك التعمم بها فلما كان من الغد رأيتها على رأسه أقبح منظرا فتأملها وإذا به قد قطعها عرضاً ولفقها فصار عرضها أربعة عشر وطولها نصف ما كان فتعجبت منه ولم أراجعه.
ومرة شتم سهل بن بشر فراشاً فرد عليه فقام يعدو خلفه فوقعت عمامة الرجل فأخذها سهل وظل يعضها ويخرقها ويقول: اشتفيت والله.
وروى ثمامة قال: مررت يوماً وإذا شيخ أصفر كأنه جرادة وزنجى يحجمه قد مص دمه حتى كاد يستفرغه فقلت: يا شيخ لم تحتجم قال: لمكان هذا الصفار الذى بى. ومعروف أن الصفار من قلة الدم، لكن الرجل أصر على أن يسيل دمه ليشفى من نقصه.
وحكى يزيد مولى إسحاق بن عيسى قال: كنا فى منزل صاحب لنا إذ خرج واحد منا ليقيل فى البيت الآخر فلم يلبث ساعة حتى سمعناه يصيح أواه فنزلنا بأجمعنا إليه فزعين وقلنا: ما لك مالك وإذا هو على شقه الأيسر وهو قابض بيده على أسفل بطنه فقلنا له: لم صحت قال: إذا غمزت بطنى اشتكيتها وإذا اشتكيتها صحت فقلنا: لا تغمزها قال: نعم إن شاء الله جزاكم الله خيراً.
وهذا أحمق عجز عن أن ينتحر ويروى قصته محمد بن معروف قائلا: كان يلزمنى فتى حسن الخط مليح الشعر إلا أنه كان سوداوياً فحكم لنفسه أنه يموت فى اليوم الفلانى فجاء ذلك اليوم وهو صحيح فخاصم امرأته وترقى الشر بينهما إلى أن أخذ عمود الهاون ودق به رأسها فماتت فجزع جزعاً شديداً فقال: قد علمت أنه يوم قطع على ولابد أن أموت فيه والساعة يجىء أصحاب الشرطة فيأخذونى فيقتلونى فأنا أقتل نفسى عزيزاً أحب إلى فأخذ سكيناً فشق بها بطنه فأدركته حلاوة الحياة فلم يتمكن من تخريقها فسقطت السكين. فقال: هذا ليس بشىء فصعد إلى السطح فرمى نفسه إلى الأرض فلم يمت واندقت عظامه.
وسئلت امرأة حانوتى عن حرفة زوجها فقالت: متولى إخراج المساكين من المسجد الجامع. وقيل لبعضهم: كل قال: ما بى أكل لأنى أكلت قليل أرز فأكثرت منه. وجاء قوم إلى رجل من الوجوه يسألونه كفناً لجارية له ماتت فقال: ما عندى شىء فتعودون قالوا: فنملحها إلى أن يتيسر عندك شىء.
سئل مغفل: أتذكر أن حج الناس فى رمضان ففكر ساعة ثم قال: بلى أظن مرتين أو ثلاثا.
وكان حيان البزار يأكل البلح بالسكر، ويقول: قبح الله الباطل، الرطب بالسكر والله طيب.