أعلم أننا جميعا كمصريين غلابة عانينا كثيرا من حكم الرئيس المخلوع مبارك ورجاله ونظامة وحزبه، وتكررت نفس المعاناة من غباء وفشل الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته، وأن كلا الرجلين مصيرهما فى يد الله، والحكم عليهما سيحددة التاريخ الذى أعلم أن نصفه مزور ومصنوع ومغشوش، خاصة التاريخ المصرى الذى يتم تزويره يوميا، والدليل أننا إذا خرجنا فى مظاهرات سواء ضخمة أو عادية، ونجحنا فى إسقاط من يحكمنا أطلقنا على ما فعلنا أنه ثورة وأن التاريخ سوف يتوقف كثيرا أمام معجزة المصريين و..و.. إلخ من الكلمات ذات النفاق الثلاثى لهذا الشعب الذى لا يفعل شيئا سوى الاعتراض بالكلام، أما العمل والتنمية فإننا لا نصنع شيئا، وأصبح الذى يقود مظاهرة وحمل لقبا مزيفا اسمه ثائر أهم من عالم ذرة أو نووى، والسبب أننا شعب نعشق «الهجس» و«الكذب» و«التدليس» ولا نعشق العمل والبناء، ولهذا فإننا فشلنا فى ترجمة حدث جلل اسمه خلع مبارك وحدث لا يقل عنه قيمة هو عزل مرسى والآن نتفرغ لما هو يفرق المصريين، ونكرر نفس أخطاء ما حدث بعد خلع مبارك، وهو ما يعرف بقانون العزل الذى وضعه الإخوان المسلمون انتقاما من شركاء فى الوطن يجب أن نحاسبهم بالقانون، فإذا سرق أحدهم يتم تقديمة للمحاكمة وعزله بعد صدور حكم قضائى نهائى ضده، أما أن نضع مادة فى الدستور تكون مفصلة ضد بعض الشخصيات التى كانت تمارس سياسة فى عهد المخلوع فإن هذا قمة الظلم، لأنه لم يدن أحد ممن وضعهم دستور الإخوان فى خانة العزل.
والآن وبعد أن تكرر نفس سيناريو مبارك مع مرسى وجماعته فإن البعض يعيد نفس الأسطوانة المشروخة وهى ضرورة استئصال وعزل أعضاء الجماعة وهى نفس جريمة الإخوان مع كل من عمل مع مبارك والآن هم يشربون من نفس الكأس التى أذاقوها لأعضاء حزب مبارك، وهو ما يجعلنى أكره كلمة العزل دون أن يكون الشخص مدانا فى قضايا شرف بحكم قضائى ولذا فعلينا من الآن إلغاء هذه الكلمة حتى ضد جماعة الإخوان، فمنهم من عمل لصالح المواطن، وعلى رأسهم أسماء مثل باسم عودة وعمرو دراج وهو ما دفع رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس لأن يطالبهم بضرورة الانضمام للحكومة القادمة، وهى شهادة طيبة فى صالح بعض رجال مرسى، فهل نطالب بعزل هؤلاء أم لا؟ أرجو أن يتم شطب كلمة العزل من قاموسنا السياسى.