أظن أن جوهر التشابه بين انتفاضة الشعب فى 25 يناير، و30 يونيو هو أن الثوار لا يصلون إلى الحكم، وإنما يتولى القيادة شخصيات محافظة من بيروقراطية الدولة يختارهم الجيش ويحدد صلاحياتهم ومجالات تحركهم.. هذا التشابه يفتح الباب لأزمات وكوارث، ويجعلنا أمام تكرار ممل لمشهد تاريخى، وهنا لا بد أن نسترجع مقولة ماركس إن التاريخ يعيد نفسه فى المرة الأولى كمأساة وفى الثانية كمهزلة.. فى الانتفاضتين الشعب يثور.. يقود الأحداث.. يفتخر بإنجازه، لكنه لا يكمل المشوار ويختار ممثلين عنه فى السلطة، لذلك أنا قلق وخائف على الثورة، وعلى الوطن وأفكر فى المأساة أو ربما المهزلة التى قد تحدث من خلال:
أولا: الانفراد بإعلان دستورى ذى طابع استبدادى وتوفيقى، حيث لم يتفاوض الرئيس المؤقت مع جبهة الإنقاذ أو تمرد قبل إصدار الإعلان الدستورى، وقام نفس الأشخاص تقريبا الذين كتبوا إعلان المجلس العسكرى فى 2011 بكتابة الإعلان الأخير.
ثانيا: بدايات انقسام داخل جبهة الإنقاذ وفى صفوف القوى الشبابية حول الإعلان الدستورى وطبيعة المرحلة.
ثالثا: حصول حزب النور على حق الفيتو. والغريب أن الحكم الجديد يرضخ لرفض النور، والأغرب أن البرادعى والثوار يستسلمون أيضا.
رابعا: ترشيحات وأسماء توفيقية بليدة للوزارة، وطاعنة فى السن، مع الإبقاء على وزراء شاركوا فى حكومات مرسى ومبارك.
خامسا: عودة الفلول للمشهد بدون ضوابط أو حتى اعتذار للشعب عن جرائمهم السياسية فى عصر مبارك، والمشكلة أن الفلول يتعاملون مع 30 يونيو باعتبارها انتصارا خاصا بهم، يعنى عودتهم لصدارة الساحة السياسية والإعلامية، كما أن بعضهم يحاول الارتباط بـ«السيسى» والترويج له باعتباره الزعيم الجديد للمرحلة، رغم حرص الرجل على البعد عن السياسة والحكم.
سادسا: استمرار معارضة الإخوان وحلفائهم، واحتمالات قيامهم بأعمال عنف على غرار ما حدث فى مصر فى التسعينيات.
سابعا: استمرار انقسام المجتمع وغياب الرؤية السياسية، فلا أحد يعرف هل الأفضل وزارة غير حزبية أم وزارة حزبية، ثم ما هى صلاحيتها.. أيضا هناك ضبابية فى الموقف بشأن المصالحة الوطنية، رغم كثرة الحديث عن أهميتها.
ثامنا: إطالة الفترة الانتقالية إلى 9 شهور رغم إمكانية اختصارها إلى 6 شهور من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.. باختصار وحتى لا نقع فى مأساة أو مهزلة تكرار التاريخ، وعلى طريقة تصوير أفلام السينما كلاكيت تانى وثالث مرة أقترح:
أولا: استمرار جبهة 30 يونيو، وهى تضم بالأساس جبهة الإنقاذ، وتمرد وشباب الثورة والجيش، مع تصحيح العلاقة بينهما، بحيث تكون علاقة مشاركة لا مباركة أو مجرد مبايعة بدون شروط.
ثانيا: طرح مبادرات وأفكار تحافظ على الزخم الثورى فى الشارع، دفاعا عن الثورة ضد الإخوان، وحتى لا ينفرد الرئيس والجيش وأى فصيل آخر بتحديد مسار المستقبل، ولعل من الضرورى تبنى مبادرات ومطالب فى الشارع، مثل السيطرة على الغلاء، ورفض العنف، وإعلان حد أعلى للأجور، وإجراءات للعدالة الانتقالية.
ثالثا: الابتعاد عن الحلول التوفيقية
رابعا: توفير أفضل شروط للمصالحة الوطنية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
إنتقاليه
عدد الردود 0
بواسطة:
فرح
إن التاريخ يعيد نفسه فى المرة الأولى كمأساة وفى الثانية كمهزلة